بعد أن أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، رغبته في ضم مناطق الأغوار لإسرائيل، وبعد أن أعلن وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت عن فرض تطبيق القوانين المدنية والعسكرية الإسرائيلية في مناطق «ج» في الضفة الغربية، وبعد أن أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان أن المستوطنات الإسرائيلية شرعية، وان أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة هم «سكان» في مناطق «يهودا والسامرة» كما قال وادعى، فإنه يمكن القول وبكل صراحة وجرأة ان حل الدولتين قد ولّى من دون رجعة، وخاصةً أن غالبية زعماء الأحزاب الإسرائيلية لا يؤيدون إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، وحتى أن غالبية اليمين الإسرائيلي ترفض رفضاً قاطعاً إقامة أي كيان فلسطيني حتى ولو كان «ممسوخاً» و»هزيلاً»!
انطلاقاً من ذلك، فانه لا بد من البحث عن حل بديل لحل الدولتين. وهناك إمكانية لتحقيق ذلك ولكن مع مرور الزمن، وكذلك مع وقوف العالم إلى جانب العدل في فلسطين.
الحل البديل هو أن تطالب قيادتنا العالم كله بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار التقسيم، إذ تكون هناك دولتان. وقد ترفض إسرائيل ذلك مدعومة من الموقف الأميركي الداعم لها باستمرار. ولذلك نتجه للحل البديل الآخر الذي كنا ندعو إليه قبل عشرات السنوات، وهو إقامة دولة واحدة علمانية تضم أبناء الديانات السماوية الثلاث وعاصمتها القدس. وهذا يتم اذا تحقق ما يلي:-
أولاً: استمرار الوجود الفلسطيني، وزيادة عدد السكان العرب في فلسطين التاريخية، أي أن نعتمد على القضية الديمغرافية! وهذا يتطلب وضع حد للهجرة الى الخارج، وكذلك رفع نسبة التكاثر! ومقاومة أي سياسة ترحيل لأبناء شعبنا ورفض عروض إغرائية حول ذلك!
ثانياً: رفض أي حلول «سياسية» مشبوهة قد تعرض على شعبنا، وعدم التوقيع على أي اتفاق متعلق بأي من هذه المشاريع.
ثالثاً: تعزيز الوحدة الوطنية، وإيقاف مسيرة الانقسام ووضع حد لها.
رابعاً: تعزيز العلاقات مع الدول العربية سواء التي لا تدعم القضية أو تلك التي تدعمها. وتكون العلاقات قوية ومتينة. وتكون القيادة قادرة على شرح الموقف الفلسطيني، ومطالبه العادلة، وكذلك إقناع القادة العرب بعدم التطبيع المجاني مع الكيان الإسرائيلي وعلى حساب القضية!
ويجب الانتباه الى أن الدعوة إلى إقامة دولة واحدة موحدة تعني ألا يكون مواطنوها بدرجات متفاوتة، بل يجب ان يحظى الجميع بالمساواة.. وألا نقبل أن تكون «كردستان» إسرائيل، بل مواطنين بكافة الحقوق لأننا أصحاب الأرض الشرعيين، ولسنا ضيوفاً أو أجانب كما يظن ويدّعي بعض القادة الإسرائيليين أو السفير فريدمان.
وانطلاقاً من كل ما ذُكر وطُرح فإن على قيادتنا البحث عن حل بديل، ودعم هذا الحل من خلال ممارسات وأفعال على الأرض، ومن خلال التمسك بالحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، ولم يَبقَ أمامنا سوى حل الـ «دولة الواحدة».
قد يكون الحل البديل بعيد المنال في نظر البعض، ولكن إنْ تمسكنا به، فإننا قد نحققه ولو احتاج إلى عشرات السنوات، واحتاج الى مزيد من الصمود والصبر والمعاناة! فالمهم أن نضع استراتيجية عمل، وأن نقرر ما نريد، ونسعى إلى تحقيق آمالنا وتطلعاتنا الوطنية مهما طال الانتظار.