قد يتصور البعض أن وزارة الصحة والنقابات الصحية بمختلف تفصيلاتها منفصلات عن بعضهن، وأن العلاقة ما بين هذه المكونات علاقة تنافسية، أو "كسر عظم"، إلا أن المشهد بعيد كل البعد عن هذا السيناريو وتلك الصورة.

التوصيف الأدق لعلاقة الوزارة مع النقابات هي علاقة جسدين بروح واحدة، لا يمكن أبداً لأي جسد بأن يتخلى عن الآخر لأن أساسهما ووجودهما مرتبط حتى النخاع.

قد يظن البعض أيضاً أن النقابات وجدت لتحمي أعضاءها فقط، بغض النظر عن الأساليب والطرق والوسائل، إلا أن هذا أيضاً بعيد جداً عن الواقع، فالنقابات بعملها تحمي النظام الصحي بالأساس، تحمي الوزارة وخططها ورؤيتها، كما تحمي أعضاءها ومنتسبيها.

تظهر هذه العلاقة عند كل مفصل، عند الحديث عن توطين الخدمات الصحية، عند وضع الخطط الاستراتيجية، عند تحدي الواقع الصعب تحت الاحتلال، عند هذه المفاصل تتأكد نظرية الجسدين والروح الواحدة، فتكون الوزارة أقرب إلى قلب النقابات من الشريان الأبهر، وتكون النقابات ملتصقة بلحم الوزارة كالإظفر.

هذه خصوصية القطاع الصحي، فكل مكوناتها تتسارع لتبني وتطور، نقابات وأفراد ووزارة، ففي القطاع الصحي، لا يحق لأحد أن ينزل عن الجبل، أو أن يدير ظهره، لا مجال للتولّي والهروب. كل المستويات والتصنيفات مجبورة ومحتّم عليها أن تساهم وتشارك وتبني، مهما كانت الخلفيات الاجتماعية والسياسية والدينية .. إلخ. في القطاع الصحي لا مجال لأن يقول أحد: "لا ناقة لي"!

القطاع الصحي ليسَ مباراة ليكون فيها متفرجون، هي لعبة يشارك فيها الكل، لا "دكة" احتياط فيها، ولا مدرج للهواة.

______

للتواصل: [email protected]