في الدول الفاشلة أو التي تسلك طريق الفشل تتحول المؤسسات إلى دكاكين، ولكل دكان صاحب، يشغّل في "مصلحته" من يرضى عنه، ويطرد من يسخط عليه، عندها تضيع مقدرات الدولة بين "بياعٍ وزبون"!
في دولة الدكاكين تنتفي المأسسة، وتُدفن الكفاءات، يغيب التخطيط وتحكم المصلحة، فتتحول المؤسسات إلى أنقاض، والدولة إلى "حسبة".
لا أعرف رئيس الوزراء، ولم أتحدث معه إلا مرة يتيمة، في اجتماع لدوائر الإعلام الحكومية، لكنني عرفته جيداً من خلال الدائرة التي شيدها حوله، عرفته من مستشاريه ومنهم أستاذي القدير أحمد عزم، ومن الآلة الجبارة زميلتي أيام الجامعة أسماء مرزوق، هذه الدائرة دلتني على تفكير رئيس الوزراء وعقليته.
تلك الدائرة تبعث على الطمأنينة، وتشير بإصبع واثق بأن المرحلة المقبلة خالية من "الدكاكين"، وأن "الحسبة" ستُغلق لحساب المؤسسات والكفاءات.
أكون متجنياً إن قلتُ إن مؤسساتنا "دكاكين"، وأكون طوباوياً إن قلت إن كل مؤسساتنا "جنة". هناك بذرة دمار، وبذور إعمار، وعلى المسؤولين غربلة ما في طبقنا، تماماً كما كانت تفعل جداتنا عندما يقررن طبخ العدس، كُنَّ "ينقبن" الطبق، فيخرجن الطالح من الحب ويتركن الصالح لنأكله هنيئاً مريئاً.
تسعة أشهر وحفنة أيام على تولي الحكومة الجديدة مهاها، ولِدت قيصرياً، وبقيت في غرفة الإنعاش بسبب إسرائيل وسياساتها، إلا أنها صنعت معجزة داخل "الحضانة"، معجز أقلها ما نُشر عن تقليص فاتورة التحويلات إلى إسرائيل من 40 مليون شيقل إلى 6 ملايين شهرياً، مُعجزة في رفض إسرائيل وقطع الحبل السري الذي يربط اقتصادنا بها، مُعجزة بتحول المحافظات لعناقيد وأيقونات متخصصة، هذه صناعية وأخرى زراعية وسياحية، هي ليست عناقيد .. هي قنبلة عنقودية في عُش إسرائيل.
عندما تظل مؤسساتنا "مؤسسات"، سنواجه كل شيء، وسنكون يوماً ما نريد، إن ابتعدنا عن الدكاكين.
_________
للتواصل: [email protected]