أمريكا دعت نتنياهو للبيت الأبيض وكذلك غانس لكي يتم الإعلان عن صفقة القرن، والتي لم يتضح منها سوى أنها شطبت القدس من أي حل واعتبرتها عاصمة لدولة الاحتلال، وأنهت عملية السلام وأعدمت حل الدولتين وأعتبرت الاستيطان في الضفة الغربية شرعي وحق للاحتلال، وعملت بكل الأشكال لإلغاء قضية اللاجئين وتجفيف مصادر التمويل لوكالة غوث اللاجئين وأغلقت مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
ووفق ذلك رفضت منظمة التحرير بشكل مباشر هذه الصفقة وأوقفت كل أشكال التفاوض مع الاحتلال وأمريكا وأعلنت أن أمريكا لم تعد وسيطا لعملية السلام بل طرف مشارك بشكل كامل مع الاحتلال، أي نحن رفضناها لاننا عرفنا ما لا يوجد فيها وليس ما فيها من بنود لصالح قضيتنا.
ما يدور عبر المقابلات والتصريحات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي من فصائل وقيادات وأفراد ماذا فعل أو سيفعل ابو مازن ؟؟؟ دون أي اقتراحات أو تصور سوى استغلال ذلك لخلافات حزبية داخلية دون النظر لحجم المعركة وخطورتها على شعبنا.
دون مجاملة نقول أن أبو مازن فعلها بقوة من خلال رفضه الصفقة وعدم رده على مكالمة ترمب وعدم وجوده على أي طاولة لنقاش هذه الصفقة وبالتالي نفذ المطلوب منه وهذا أقصى ما يستطيع قائد فلسطيني فعله الان وفي هذه الظروف.
بالتالي سياسيًا غياب الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني يعني أن الصفقة لا قيمة لها وفق القانون الدولي وبالتالي يوصف الشعب وقيادته أمام العالم أنه صامد لم يخضع ولم يشارك ولم يركع لكل الضغوط.
لكن هل نكتفي بصمود القيادة الذي واجب علينا أن نقدره؟. هنا السؤال الكبير للكل الفلسطيني والإجابة عليه بسيطة هو أن تتداعى كل القوى الان وليوم واحد وأن نخرج للشوارع وفق شعار واحد نرفعه " نرفض صفقة القرن"، بحيث يجتمع مليون فلسطيني كحد أدنى في رام الله ومليون في غزة وملايين في الشتات يهتفوا بصوت واحد نرفض صفقة ترمب.
هذه الجموع يشاهدها العالم ومن خلالها تنعكس آراء العالم وخاصة الأوربية ان فلسطين بشعبها الكامل يقف حول حقه في تقرير مصيره ويعطي الأجيال الأرضية الكاملة لاستكمال مشروع التحرير.
الإجماع الفلسطيني الان لم يسبق له مثيل فظهر جليًا انه موحد حول رفض الصفقة ولم يخرج عميلًا واحدًا حتى يتعامل معها ومن هنا علينا أن نستغل هذه الحالة وتكون الانطلاقة الجديدة.
أبو مازن فعلها... وعلينا نحن أن نفعلها كفصائل ونقابات واتحادات وجامعات ومدارس وجاليات ونخرج بمسيرات واعتصامات حاشدة وفي يوم واحد وساعة واحدة وشعار واحد فهل نفعلها ؟!؟.