الصفقة مصطلح يستخدم بلغة التجار عندما يتم الاتفاق على بيع او شراء بضاعة وتتم بوجود طرفين وفق مصالحهم .
ما حدث في واشنطن هو إعلان عن صفقة لطرف واحد بغياب الطرف الفلسطيني صاحب الحق وبالتالي ما حدث اعلان خطة نتنياهو والتي ذكرها في كتابه " مكان تحت الشمس" وبدعم كامل وشامل من ترمب .
فلسطينيا علينا مواجهة الخطة واثقين، وأهم عنصر من عناصر قوتنا عدم مشاركة أي طرف فلسطيني أو عربي أو مسلم في الصفقة، والعنصر الثاني من عناصر القوة لمواجهة الصفقة اجتماع الكل الفلسطيني على موقف موحد رافض لهذه الصفقة ( الخطة).
بإمكان الاحتلال وأمريكا فرض حقائق على الأرض من بنود الخطة وهذا ممكن، لكن الشعب الفلسطيني لن يركع سيقاوم ضمن المتاح هذه الخطة، ويسقطها كما أسقط مئات الخطط والمؤامرات عليه.
على الفصائل وخاصة فتح وحماس أن تضع خطة مثمرة وذات نتائج لمواجهة الخطة دون أن يجر طرفًا الاخر لخطته التي أثبتت فشلها، أوسلو ماتت بشهادة من قادوها والعمل العسكري لم يحقق المطلوب، ناهيك أنه لم يعد ممكنا بل إنه غير مجدي ولا يحقق نتائج سياسية، ويعطي فرصة للإحتلال والأمريكان التفوق علينا كصراع الفيل مع النملة، إمكانات عسكرية هائلة إسرائيليًا مقابلها ضعف فلسطيني كبير، ووضع إقليمي عربي مُدمر، وحالة دولية لا تكترث بالقضية الفلسطينية .
من الأمور المثمرة ويمكن السير بها مقاومة شعبية سلمية ضمن إطار قيادي يجتمع حوله الجميع وترك أي خلافات لتناقش لاحقا .
الآن لم يَعُد للانتخابات حاجة في ظل الحديث عن موت أوسلو ، وعلى حماس أن تفهم وضعها الدولي جيدا وإمكانيتها في كسب المواقف الدولية وتجربة غزة مثال سيء خلال فترة تحكم حماس بها، لكن مهما كان ضعف السلطة وحماس فإن وحدتهما ورفض مشترك وموحد للصفقة والتي كانت باجتماع أولي وحيد صفعة بوجه أعداء فلسطين مهم جدا ان يستمر .
هذه نعم ليست صفقة وإنما خطة فيها تفاصيل من ٨٠ صفحة للتنفيذ في حال فوز نتنياهو والتي كانت دعايته الانتخابية المبكرة وكذلك لترمب، ولكن لنكون صريحين فإنها " بصقة " بوجه الأمة العربية وزعاماتها بشكل رئيسي وسوف تسقط أنظمة وتنهي دول عربية في حال ظهر موقفها الداعم فوق الطاولة فقد شطبت القدس أولى القبلتين للأمة الإسلامية دون أي اعتبار لهم ولشعوبهم .
أنهى نتنياهو خطابه بقوله عن خطة الصهيونية العالمية " إذا لم تكن الآن فمتى تكون ، وإذا لم ننفذها نحن زعامات الصهاينة فمن ينفذها ؟.
ونحن علينا أن نقول اليوم إذا لم توحدنا هذه الصراحة بالعدوان على أرض الأمة ومقدساتها فمتى نتوحد، وإذا لم تنفذها الفصائل الثورية الآن هل سينفذها الأفراد مستقبلًا؟.