منذ عام ١٩٩٣ أي  عند توقيع اتفاقية أوسلو بين فلسطين وإسرائيل، إسرائيل لم تنفذ معظم بنود الاتفاقية  رغم حصولها على ٧٨٪؜ من أرض فلسطين التاريخية واعتراف فلسطيني بوجودها وفتحت لها أبواب الدول العربية .

دولة الاحتلال  استمرت في الاستيطان وتهويد القدس، والقتل والحروب على الضفة باجتياحات واعتقالات واغتيالات ولم تترك ثانية لإنهاء حل الدولتين، و لتغير الواقع على الأرض في الضفة الغربية وشنت حروب على غزة وقتلت ودمرت ولا تزال .

إسرائيل لم تدرك أهمية وجود قادة مثل ابو عمار وأبو مازن لهم تاريخ وحضور فلسطيني وعربي وعالمي لتمرير هذه الاتفاقية المجحفة للطرف الفلسطيني كيف لا وهي اتفاقية القوي مع الضعيف .
إسرائيل ادعت انها وافقت على قرار التقسيم الذي منحها الوجود وأعطاها الغطاء الدولي ، وادعت ان فلسطين والعرب أضاعوا الفرصة وثبت للجميع ان اسرائيل لم تكتفي بنصف فلسطين ولا بـ ٧٨٪؜ منها بل تطمح بالوصول إلى اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهذا ما أعلنته في كل أدبياتها ورسمته واضحًا في عَلَمها.

العرب في قمتهم الأخيرة في القاهرة  لم يقرروا الرد الحقيقي على ما أعلنه ترمب ونتنياهو بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفراء، بل اعطوا فرصة اخيرة للتراجع من خلال تحركات دولية وعبر الأمم المتحدة ، لكن في حال نفذت إسرائيل من طرف واحد ضم الأغوار والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى لا إمكانية لأي زعيم عربي ابقاء السفارة الاسرائيلية في عاصمته، بل سيعلنون الحرب السياسية ضد إسرائيل ان لم تكن الدول العربية والإسلامية جميعها سيكون ذلك من اغلبها فهذه قبلتهم الأولى وعاصمة الامة العربية سياسيًا.

ترمب لم يمنح الاحتلال الشرعية بصفقته بل أنهى كل الجهود لوجودهم بين محيط من الشعوب العربية والإسلامية، التي أصلا لم تكن تقبل ذلك، وبهذا إسرائيل  فعلا اضاعت فرصة وجودها وبقائها ولن تتكرر مثل هذه الفرصة مستقبلًا .