السفير الأمريكي في إسرائيل ، ديفيــد فريـــدمان ، و المبعوث الأمريكي الجديد للشرق الأوسط أفي بيركوفيتش و بالطبع " الولد جوز بنت ترامب " جــاريد كوشنير ..شكرهم ترامب ، و شكرهم نتنياهو ، و الحضور من زبدة اللوبي الصهيوني و اليهودي في أمريكا و العالم و بعض الخدم و الحاشية !
لقد كان الأسلوب ( السهل الممتنع ) أو التمهيد النيراني الإعلامي الذي إعتمده الرئيس الفلسطيني أسلوباُ في توصيل خطابه إلى الشعب العربي قبل القيادات بل علي لا أبالغ إن قلت أنه إستهدف الشعب العربي قبل المحيطين به مجتمعين في ذات القاعة في جامعة الدول العربية .. كما إستهدف برسالته أطراف الصفقة و العالم .. و إستخدم عبارات ، على بساطتها ، كان لها أعمق الأثر في إحداث إرباك ، و خلخلة في ثقة المتعجرفين بأنفسهم و على راسهم نتنياهو و كوشنير ، مثل لفظ ( رضينا بالبين و البين ما رضي بنا) و ( ثلاثي الصفقة ) و( الولد زوج بنت ترامب) ، الذي شنف آذان العرب و برّد قلوبهم من المحيط إلى الخليج ( أقصد العرب العرب ، ولا أعني المهجنين فكرياً و ثقافياً فاقدي الأصل و الهوية ) .
و آظن ، أن هذه التسمية ، العفوية المقصودة ، أثرت في كوشنير و حماه وسفيره و عرابهم نتنياهو ، بشكل ظهر واضحاً على ردود أفعالهم و كلماتهم التي سطروها على وسائل التواصل الإجتماعي ،واللقاءات الإعلامية و التي لم تخلُ من عصبية و إتهام للعرب و الفلسطينيين بالغباء و تضييع الفرصة و ما إلى ذلك من تهديد ووعيد ..
وفي المقابل فإن التمهيد النيراني الإعلامي كان له أثر في بث بعض الشكوك في بعض النفوس المضعضعة أصلاً ، أو المنبطحة و المنافقة أساساً سواء اللقاء الذي حظي به كوشنير على قنــاة الجزيرة ، أو اللقاء مع عمرو أديب .. مهنيـــاً ، كصحفي و إعلامي لا أستطيع أن الوم أي طرف ، فالقصة رابحة ، و عاجلة ، و العمل عليها و تحصيل معلومات من مصادرها الرئيسة قمة في الحرفية و " الشطارة " .. و الحقيقة أنني كنت أرجوا أن تمارس هذه المهنيـــة ، و تبذل تلك الجهود ، سواء من قبل قنوات ميسورة ، أو صحفيون و إعلاميون " شطار " في تقديم شخصيات فاعلة عربية ، غير تلك الفلسطينية المتواجدة أصلا في سوق الإعلام و على الشاشات بدافع الإحساس بالقهر و إرادة الدفاع و الوضيح ، أقول شخصيات عربية وازنة ذات قدرة على التأثير و لرأيها حسابات .. و عدم تسليط الأضواء على تلك الشخصيات ربما مرجعه أن المسألة برمتها ليست بالأهمية الكافية بالنسبة لهم ، و آخر ما يشغلهم ، أو أن التعرض لها فيه شئ من الإحراج ، أراد إعلاميونا تجنبه ، و تجنيبهم إياه . و الله أعلم ..
إلا أن التصدي الإعلامي الإجباري ، بطلب من الرئيس محمود عباس ، حين طلب من جامعة الدول العربية بث اللقاء بوزراء الخارجية العرب على الهواء مباشرة ، أحدث نوعاً من التعادل في الطرح و المواجهة ، و إنقشعت بعض الغيوم عن بعض المواقف ، التي ربما كان يعرف المشاهد العربي ، و الدولي جلها ، إلا أنه أراد أن يضع بعض الخطوط تحت بعض المواقف .. و يريح ضميره من موقف إتخذه مع هذا أو ضد ذاك .. و رغم كل هذا جاء الموقف العربي بالأغلبية ، رافضاً ، مستنكراً ، شاجباً للخطة الأمريكية .
وهذا أمر عظيم
إلا أن الواقع يملي علينا أن نفكر في ( ماذا بعد ؟ ) الرفض وحده لا يكفي ، و هو شعار مشلول ما لم يعزز بقوة ، و فعل ، تترجم هذا الرفض على أرض الواقع ، تنافح ، و تشكل حالة إشتباك فعليه مع الصفقة و على الأرض ، و ليس في البرامج أو الأغاني ، و إن كانت مهمة هي أيضاً .
إن التحرك العربي الجمعي ، و المتناسق ، هو أكثر الأمور إلحاحاً في هذه الحالة ، تحرك ديبلوماسي ، و قانوني ، و شعبي ، كل بمقدار و مقاييس ، بحكمة و تأني و دراسة ، بحيث لا يؤدي أي علاج إلى إنتكاسة ، أو زيادة في الجرعة الديبلوماسية مثلاً على حساب جرعة المقاومة الشعبية ، و هكذا ، إن الأمور غاية في الحساسية و الدقة ، و لابد أن يقاس أي تحرك بميزان تبر الذهب
ولا مجال لفوضى الأراء و تناحر المستثقفين و المزاودين في تحليلات و تعرجات قد تشي لأطراف الخصوم بحقيقة التربة الوطنية ، و نوع بذورها .. وعلية فإن الإسراف في الفضول الإعلامي ، و الذي قد يتحول إلى جشع و نهم ، و إفراط قد يؤدي إلى نتائج عكسية ، نقف أمامها في حيرة ، تماماً كما وقفت أمام منح منبر تبشيري مجاني لجاريد كوشنير عبر الجزيرة و خلال لقاء عمرو أديب معه ، فلا أستطيع أن ألوم بشكل مهني ، و لكني أستطيع أن ألاحظ مردود العمل و تأثيره في الشارع العربي .