رئيس تحرير صدى نيوز
إعلان ترمب لصفقة القرن جعلنا نفكر بشكل شامل في الوضع العربي الحالي، ونسأل أنفسنا بصوت عالٍ هل ما يسمى الربيع العربي صدفة أم مخطط أمريكي إسرائيلي؟.
ترمب بكل ثقة "وعلى عينك يا تاجر " نقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبرها عاصمة أبدية لدولة الإحتلال ثم أغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وانتظر ردات الفعل العربية والاسلامية فلم يحصل شيء يذكر، وبالعكس تتفاخر بعض الدول العربية والإسلامية بأي دعوة أو لقاء عربي أمريكي، وجزء منها ينسق علنيا وبعضها من تحت الطاولة مع أمريكا.
الواقع العربي مؤلم معظم الدول العربية لديها قضايا داخلية لها أولوية قبل فلسطين مثلا ليبيا اشتعلت فيها حرب أهلية وصراع دولي على نفطها ومواردها، وتحتاج سنوات حتى تستطيع العودة لأخذ دورها السابق.
سوريا تم تدميرها وتحتاج عقود لتستعيد وضعها وإعادة الإعمار بعد إنهاء وجود داعش .
العراق مثقل بالهموم الداخلية فأمريكا لا زالت تنهب بنفطه، وتشغله بحروب داعش من منطقة لأخرى وبث الفتن الطائفية، ومظاهرات تجعل منه بلد غير مستقر، ولديه من التعقيدات تحتاج عقود لحلها.
مصر والتهديدات الأمنية في سيناء، وحتى القاهرة من الإسلام السياسي، والوضع الإقتصادي الصعب ، جعلت دورها يتلاشى في قيادة الأمة العربية ومتابعة أمورهم وضعف واضح في تبني القضايا العربية فلديها من المشاكل ما يكفيها.
لبنان مشتعل وشوارعه تعج بالاحتجاجات، ولا يستطيع معالجة قضاياه الداخلية.
اليمن والسعودية في حرب تحرق الأخضر واليابس، والمغرب لديها قضية الصحراء الغربية وتونس وضعها لم يستقر بعد، وكذلك الجزائر ومعظم الدول العربية، أصبحت تخشى أن يتحرك ربيعها وتسعى للاهتمام بقضاياها الداخلية وإرضاء أمريكا، لأنه وبشكل علني أمريكا فجرت الصراع في معظم دولنا العربية وتدعم طرف علني من الأطراف الإسلامية المتصارعة.
الواضح أن الربيع العربي عزل دول عربية من خلال إشغالها بمشاكلها لإعمار ما تم تحطيمه وإعادة إسكان من تم تدمير منازلهم وتهجيرهم، ولم يعطي أي دولة طالها الربيع الجارف أي تغيير إيجابي أو قوة إضافية أو حتى فرصة لإنتخابات حرة يكون الحكم للشعب، بل خلقوا صراعات للإستيلاء على الحكم لقيادات موالين بشكل أكبر لهم ضد شعوبهم وقضايا الأمة، أي أغرقوها بالمشاكل والهموم، و أصبحت الدول العربية الآن مصابة بشلل كلي ولا وقت لديها لمواجهة أمريكا واسرائيل ومخططاتهم العدوانية لسرقة أرض فلسطين.
النتيجة أن الربيع العربي إن حصل بطريق الصدفة فإن أمريكا استثمرت ذلك لصالحها وصالح الاحتلال الاسرائيلي، ومن يعرف الإمبريالية الأمريكية يدرك تمامًا أن معظم ما حصل خططته ونفذته أمريكا بإدراك كامل للوصول لمرحلة تطبيق خطة ترمب نتنياهو بابتلاع فلسطين .
وأصبح بعض الاسرائيلين يقولون ما فائدة احتلال القدس دون احتلال مكة، وهذا موجود بكتبهم، والحلم الصهيوني علني بأن دولتهم من النيل إلى الفرات، مما يدل أن خطة ترمب نتنياهو لن تتوقف عند فلسطين و لا عند هذا الحد ... بل ستكمل الحلم الصهيوني دولة يهودية من النهر إلى النهر .