كَتَبَ رئيس تحرير صدى نيوز: حرية العمل النقابي التي قُمعت في عهد الحكومة السابقة عادت بقوة مع هذه الحكومة وهذا فخر لفلسطين وشعبها، والإضرابات والاعتصامات حق مكفول بالقانون ونرى تحرك نقابي للأطباء والمعلمين والمهندسين.
اضراب الأطباء تم بقرار من جسم منتخب واجب احترامه وفتح حوار لانهاءه، المعلمين جسمهم عليه خلاف وخاصة ان هذا الجسم الذي أعلن الاضراب شارك مع الحكومة السابقة في قمع واعتقال وفصل النقابين آنذاك في حراك ٢٠١٦ حول نفس المطالب وبالتالي يترك القرار باختيار ممثليهم للمعلمين وقرارهم لا يمثل المعلمين.
لكن للعمل النقابي المنتخب ديمقراطيا قانون وأسس واجب احترامها وهي:
أولاً: عندما يكون الخطر يهدد الأمن القومي توقف كل الفعاليات فما بالك ما يحدث اليوم من انتشار لمرض الكورونا الذي استنفرت له كل دول العالم وتم وقف الطيران ووقف المباريات الدولية والاحتفالات، وحتى العبادات ففي السعودية أوقفت العمرة وممكن إيقاف الحج، واستنفر الأطباء بكل أنحاء العالم لخطر يهدد وجود الدول وشعوبها، فهل مقبول ان تكون فلسطين فيها أطباء مضربين لا يدركوا حجم هذا الخطر؟.
ثانياً:هناك صفقة القرن وحصار مالي لاتستطيع الحكومة دفع الرواتب، ولم تدفع غلاء المعيشة لكل الموظفين منذ اربع سنوات فهل مقبول أن يقوم الأطباء بطلب علاوة ٢٠٠٪؟.
ثالثاً:الطبيب لا يلتزم بالقانون وله عيادة وعلاوته ١٥٠٪ بمعنى يصل دخل الطبيب العامل بالصحة بحد أدنى ٣٠ ألف شيكل شهريا ويرفض إقرار قانون المسائلة الطبية، وتقوم النقابة بحماية الطبيب المخطيء فلماذا يطلب الطبيب حقوق إضافية لشخصه دون التزام بحقوق المواطنين.
رابعا : تأجيل الفعاليات لن يمنع من عودتها بعد شهر من تاريخه وحقهم المطالبة بما يريدون فلماذا هذا التعنت ؟.
الحكومة الحالية أقرت عودة الحريات، وهذه الإضرابات غير المدروسة تجعل المواطن قبل المسؤول يهاجمها وهنا خطر حقيقي يواجه ممارستها مستقبلا ويسيء بشكل كبير للعمل النقابي غير المسؤول.
المصلحة الفردية دوما يجب أن تتأخر أو تُلغى عندما تكون أمام المصلحة الوطنية، ومن المعيب على الأطباء التفكير بالخلاص الفردي على حساب الخلاص الوطني، وخطر الإضراب وخاصة الأطباء اليوم يهدد وجود الشعب حيث من الواجب منع وصول المرض وليس الاستنفار بعد انتشاره.
نقترح على الأطباء الذين يُشهد لهم دورهم في الحروب والانتفاضة ومنع انتشار الأمراض أن يبادروا بتجميد هذه الفعاليات حتى تتم السيطرة على مرض الكورونا ولهم الحق بالعودة للمطالبة بقصور وطائرات عندما لا يكون الخطر يهدد الوجود.