دول العالم المحترمة وغير المحترمة، اتخذت قرارات تتعلق بالطوارئ وحظر التجوال الجزئي واستخدام الجيش للإشراف على التطبيق الصارم للتعليمات، وكذا فتح الاحتياطات النقدية والصناديق السيادية او صناديق الأجيال كما يسمى في النرويج صاحبة الصندوق الاكبر في العالم، للإنفاق على الحرب الجديدة (أمريكا تريليون وثلاثمائة مليار والامارات مائة مليار درهم حتى مصر اضطرت لتخصيص ١٥٠٠ مليون دولار..) وفي فرنسا تحدث ماكرون الخبير الاقتصادي قبل ان يكون رئيسا عن تأميم للشركات الكبرى الأساسية، وذات النقاش يجري الان في بريطانيا، وتحديدا من الحكومة اليمينية المحافظة لقطاع المواصلات والماء والكهرباء والبريد الملكي، وهو ذات البرنامج الذي أفشل جيرمي كوربين العمالي في الانتخابات الأخيرة، اما اسبانيا فاتخذت قرارا بتامين القطاع الصحي وفورا.
ليس لدى المراقب من تفسير لهذه الاجراءات القاسية التي تشبه طوارئ فترات الحروب الكبرى سوى التفكير الذي يرشح من مصادر مختلفة.
- ان فيروس كورونا له موجات قادمة من الأبناء والاحفاد ويتطور وليس له ذات المواصفات التي بدا بها في اوهان الصينية
- ان الاحتواء الكامل لهذا الوباء الذي تحول الى جائحة كونية يحتاج الى ثمانية عشر شهرا بحسب تقرير سري للإدارة الامريكية نشرت نيويورك تايمز وسي ان ان ملخصا له يوم أمس الخميس.
إذا صحت هذه التقديرات التي حفلت بها صحف ومجلات محترمة ورزينة مثل الفاينانشال تايمز والفورين افيرز والتايمز والغارديان ، فان العالم بحسب هذه التحليلات سيكون على أبواب الإفلاس وتوقف عجلة الاقتصاد والانتاج، الا للضروريات من الغذاء والدواء، ومعه سيتغير النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية ومعه المؤسسات الدولية ، أمم متحدة وصندوق النقد والبنك الدولي والاحلاف والاتفاقات الدولية والإقليمية السابقة العسكرية والاقتصادية ، والنظام النقدي وسلطة الدولار .
التقديرات السابقة ان الكساد والانكماش الاقتصادي العالمي الذي شجع انتشار الشعبويات اليمينية في العالم سيستمر لعقد او عقدين من الزمن، قد اختصرته الطبيعة الزمن بمتواليات فايروس متجدد هو الكورونا ، وان ولادة النظام الجديد هي اسرع مما توقعنا ، نظام معولم اكثر أخلاقية وإنسانية من نظام النيوليبرالية الهش الذي ينهار سريعا امام اعين البشرية .