الفرد هو مُكون للمجتمع، وتقوية مناعة الفرد تصب في النهاية لمواجهة المجتمع لأي عدو سيُهاجم، بوقتنا الحالي أخطر أعداء المجتمعات يقف على رأسهم فيروس كورونا، لهذا أهم سلاح في الوقت الحالي لتجنب الإصابة بالوباء المتفشي في العالم في ظل عدم وجود دواء هو تقوية المناعة والوقاية.

وجدت خلال الفترة الماضية مسؤولية فردية لدى الأغلبية، لكن هناك من لا يواصلون التعبير عن روحهم السلبية في رفض أي فعل حولهم سواء على صعيد الأفراد أم المؤسسات وبالأخص الحكومية!! مع الأخذ بعين الاعتبار بأن هؤلاء السلبيين هم فاقدون لروح المسؤولية لأسباب أجهلها أو لديهم غايات كغايات إخوة سيدنا يوسف!!

أزمة فيروس كورونا أصبحت وباء عالميا وكل الدول تعاملت معه بناءً على مقتدراتها وموروثها الثقافي، وكلٌ منّا تعامل بناءً على موروثه الثقافي وحسه بالمسؤولية المجتمعية والوطنية، فما زال البعض يتعامل بسخرية والبعض يتعامل بكل طاقة سلبية في أي فعل كان من قبل مؤسسة ما؛ أو الأفراد الذين يرغبون بتقديم كل ما لديهم من أجل المساعدة.

في الأزمات، يجب علينا جميعاً أن نتكاتف رغم اختلافاتنا السياسية، الفكرية، الأيديولوجية، فالمسؤولية هي شعور إيجابي وليس سلبيا تدميريا. المسؤولية الفردية هي أن يقوم كل فرد من أبناء المجتمع بإتباع الخطوات المطلوبة منه وما تمليه واجباته الفردية لحماية المجتمع بالتالي حماية الوطن.

حدث ولا حرج .لا نمتلك نظاما صحيا قويا مثل باقي الدول الكبيرة أو المجاورة، لكن نمتلك شعبا معطاء يعمل ضمن إمكانيات لا تذكر ما يجعلنا جميعاً أن نكون جنودا، كل حسب موقعه وإمكانياته. وللأسف نحن لا نمتلك المختبرات العلمية مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والصين للبحث عن الحلول؛ ونحن لا نمتلك لهذا الوباء دواء، لكننا نملك مصلا يتمثل في الوعي الفردي والمجتمعي وشعور الفرد بالمسؤولية تجاه كل من هم حوله.

بالتأكيد، سنكون أقوى الشعوب باكتسابنا المناعة ضد هذا الوباء، فمن اللاشيء نحاول صناعة الأمل، رأسمالنا البشري هو أغلى ما نملك، ضعف الإمكانيات نواجهه بقوة أبنائنا العاملين في مختلف القطاعات الصحية والأمنية....الخ

سنكتسب جميعاً الأمور الصحية بشكل عام، وزيادة الاهتمام بالصحة الشخصية، وتعلم المسؤولية تجاه الفرد والمجتمع والمؤسسة، وكيف علينا أن نكون إيجابيين في طريقة طرحنا وتعاملنا مع الأزمات، سنتعلم إدارة الوقت مع التغيرات الجديدة في وقت الأزمات وأوقات المواجهة، وتعلم العطاء والتطوع الذي غاب عنا منذ أيام الانتفاضة الأولى. سنتعلم عدم المبالغة في الإجراءات الاحترازية لأنها تنعكس سلباً كلما ازدادت.

هناك مثل ياباني يقول، «الأزمات فرص»، وهذه الأزمة التي انعكست على شكل خطة طوارئ بالعالم هي فرصة لتعلم قيم مهمة في كيفية الحفاظ على النسيج المجتمعي والتعاون بين القطاعات المختلفة المكونة لمؤسسات الدولة، وأيضاً المسؤولية الفردية، كل حسب مكانته في الأسرة والحي والمدينة والعائلة الممتدة وحتى مسؤوليته الوظيفية. لذلك سيعيش الشعب الفلسطيني هذه الخبرة بألم وفقدان وحزن بنسب مختلفة وبالمقابل سيشعر بالفخر لما أظهره من إيثار ومسؤولية.

برأيي أنه بعد الانتهاء من «كورونا» ستكون مناعة شعبنا النفسية أعلى، نحن، اليوم، نستلهم الشجاعة من المحن والمنعطفات التي مررنا بها على مر التاريخ الفلسطيني، لكل شعب أزماته الخاصة التي تشكل جزءا من تاريخه، الأزمات تجعل الفرد والمجتمع أقوى، وتظهر صفات المجتمع الحسنة والسيئة لهذا علينا جميعاً أن ننحاز الى من يعمل لينقذ وطنه من خلال التطوع والتعاون والمسؤولية المجتمعية، كلي ثقة أن هذه الأزمة ستجعل مجتمعنا الفلسطيني وكافة المجتمعات أفضل على الرغم من وجود السلبيين المصابين بفيروس عدم الفعل والاكتفاء بالكلام المنثور بالهواء.