أبنــاء جيلي الأعزاء ، مواليد  الستينات ، نصفها أو زد عليها قليلا .. 
مرحبـــــا ، كيف هي المعنويات ؟  هل تلاحظون  أعين أجيال  من جاءوا إلى الدنيا بعدنا عند الحديث عن الشريحة الأكثر إستهدافاً لفيروس كورونا ؟ هل تستمعون لصوت ضمائرهم الخفي  يردد  " نفسي نفسي " !!  فرحون بأنهم ناجون و أنكم أنتم المتورطون بعمركم و قلة مناعتكم ؟  هل شعرتم بإهانة أم شعرتم بخوف ؟ 
هل بدأتم على خجل بمراجعة أنفسكم ، هل بدأتم بالإلتزام في الصلاة ؟ أم ما زالت الأمور صعبة و لا تعرفون كيف تقنعون أهليكم و أصدقائكم بأنكم تريدون التحول إلى الله ، خوفاً و طمعاً ، تريدون أن تقولوا لهم أن الشخصية التي رسمت و رسخت في عقولهم بأنكم تحبون الحياة ، و ترتكبون الأخطاء ، و تعشقون النكات و الهذر و تتبادلون على وسائل التواصل الإجتماعي بخصوصية كثيرا من التعليقات و الصور و اللقطات التي تشعركم بأنكم مازلتم شبابا بل مراهقين ؟ 
هل بدأتم بالتسلح بالفيتامينات المقوية للمناعة ، و الزنك ، و الباراسيتامول ؟ و هل تحولت رسائل " هلا بالخميس " إلى رسائل كيفية مقاومة الكورونا ، و أعراض كورونا ؟
هل يقلقكم ما كنتم تشعرون به على مدى سنوات من جفاف في الحلق ، و إلتهاب ، و سعال ، نتيجة الرياح الموسمية ، أو حمى الربيع ، أو تغيير نوع السجائر ، هل بات يقلقكم و تفسرونه بأنه عرض من أعراض الكورونا ؟ 
هل بات عمرو أديب ، رغم " زعيقه " وأسلوبه المتكفل بإصابة عريس إنجليزي بضغط الدم ، و رئيس منظمة الصحة العالمية رغم كآبة تعبيرات وجهه و قلة معلوماته ، و حيرته التي تصيب المشاهد بالتشكك و الخذلان و بالتالي يضاف هو ذاته إلى أحد أهم عوامل مضعفات مناعة الجسم بإعتبار أن القلق و الضغط النفسي يقللان مناعة الجسم .. أقول هل بات هؤلاء أهم من تتابعونهم ؟
هل بدأتم في محو الرسائل ( الخاصة ) و التفكير بأن نكران ( الأسباب الدينية ) التي تشدقتم بها على مدى سنوات و سنوات  وتظاهرتم بأنكم " مودرن " و تقدميون و حضاريون ، كانت ضلالأً و كذباً و نفاقاً منكم ؟
أنا شعرت , أشعر بكل ما تقدم .. و لكني وجدت طريقاً فرج حيرتي ، و هدأ من إضطرابي .. عندما قرأت : 
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر-53 
وحللت المشكلة ( الخمسينية ) أو التقدم بالعمر ، التي يتحدث عنها الأطباء بآية ( ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) آل عمران 145 وكتَب : تعني جمع الشيء إلى الشيء ـ الفكرة إلى الفكرة ـ ولا تعني خطّ ـ وثبت بالقلم ـ بل جمع..
يذكر القرآن الكريم لفظة ( كتاب) عشرات المرات، وقد لا يتسع وقتكم للبحث عن معنى هذه الكلمة ـ التي إن جاءت معرفة بـ الـ فتدل غالبا على كتاب سماوي ( أهل الكتاب) أهل التوراة والإنجيل( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) أي القرآن. وحتى لو جاء نكرة موصوفة بقرينة تدل عليه مثل ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت ) أو ( كتاب أنزلناه إليك ) فالمعنى هو القرآن الكريم .
أما إن جاءت نكرة فحسب مثل ( لكل أجل كتاب ) ـ أي لكل نهاية أسباب وعناصر ـ فكتاب تدل ـ في الغالب ـ على شروط موضوعية التقت ـ مجموعة عناصر اجتمعت ـ وأسباب فاعلة اجتمعت لتشكل الشيء المقصود أو الظاهرة .. فشروط الأجل ـ الموت لا يتم الموت إلا بها ـ والمطر لا يهطل إلا بكتاب أي بتحقق شروط السنن والقوانين التي خلقها الله عز وجل، وكذلك الزرع ـ والحمل والولادة ـ والنصر والهزيمة ـ والخلق والموت ـ والصلاة والصيام ... وكل ما يمكن تصوره من ظواهر أو أفعال تحدث .. لا تحدث إلا بكتاب ، و عل التقدم بالسن هنا هو واحد من تبويبات أو أسباب الإصابة بالعدوى القاتلة لفيروس كورونا ، و لكنه ليس كل ( الكتاب ) .. فالأخذ بباقي الأسباب يعزز القوة ، و المقاومة ، و يعطل باقي الأسباب ( فصول أو أفكار الكتاب ) من أن تتجمع لتؤدي إلى الموت .. 
زملاء الجيل ..أيها الخمسينيون ، لا تستمعوا كثيراً لما تقوله منظمة الصحة العالمية فيما يخص الأعمار و إمكانية الإصابة ، ولا تستمعوا أبداً لمن يستكثر عليكم توبتكم  إطمئنوا  .. و لا تخجلوا من التقدم الى الله ، فالإيمان أحد أهم عنصار المقاومة والشفاء ، إبتداء و إنتهاء .. (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) الشعراء-82 ، وأنظروا في أعين من يعايركم بذنوبكم 
اللهم نعوذ بك من شر ما صنعنا.. ونبوء لك بنعمتك علينا.. ونبوء بذنوبنا.. فاغفر لنا.. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..