منذ اعلان حالة الطوارئ في الوطن للحد من التنقل والحجر المنزلي لمدة 14 يوم لمنع تفشي فايروس كورونا المستجد، التي خلقت حالة من الهلع بين المواطنين ، تسارع المواطنين للمحال التجارية لتخزين المواد التموينيه التي يحتاجونها لاجتياز هذه المرحله العصيبه، فكان القرار يعود بالأثر السلبي على المواطنين بالإختلاط في المحال التجارية، مما أدى الى حالة التوتر الشديد في الشارع الفلسطيني، وإنتشار  لقوى الأمن الفلسطيني في الشارع لعدم التزامهم  بتطبيق سبل الوقاية الصحية! 

اليوم الأول هو الاصعب لدى المواطنين باستقبال القرار، خصوصا ان ابناء شعبنا بطبيعته حُر  لا يقبل ان تأسر حريته، وصولا الى اليوم الثالث بإعلان حالة الوفاة، وبدء توافد العمال الى منازلهم اصبح هنالك خطر حقيقي يداهم كل منزل وكل عائلة، وأصبح هُنالك منحى اخر لدى الجميع بضرورة الالتزام والتقيد بالقرارات حفاظاً على سلامتهم وسلامة ابنائهم .

فتسارعت المبادرات بين المواطنين، والتي تدل على اصاله هذا الشعب وعراقته ونسيجه الاجتماعي المتماسك فتاره  الخبز مجانا!!  وتارة اخرى اجور التنقل مجانا لمن لا يملك المال!! حملات تعقيم طالت كل ارجاء المحافظه لتكتمل الصوره بقيام بلديات بحملات توعيه وتعقيم طالت مناطق خارج حدودها الهيكليه، لتتجسد  مواقف التكافل والتواصل الاجتماعي بين الأهالي، وهذا رهاننا باننا سنجتاز هذه المرحلة العصيبة على ابناء شعبنا الفلسطيني ونصل إلى بر الامان ان شاء الله .

فهنالك في احدى النقاط العسكرية لقواتنا الباسلة "الأجهزة الأمنية" رأيت مشاهد تذكرني بالانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، واثناء وقوفـي معهم فكان الجيران في سباق لتقديم الطعام والشراب لأفراد الأجهزة الأمنية، والدعوات لهم من شرفات المنازل " الله يحفظكم ويسلمكم يما! ويديمكم سند ألنا" .. فكانت المشاهد متشابهه في الانتفاضة الأولى لأخواننا اللذين كانوا يسهرون لحماية المواطنين من دخول قطعان المستوطنين والعبث في البلدات، والذين يسهرون اليوم لحماية المواطنين من خطر فايروس كورونا، فالمشاهد تشابهت والمسميات لم تختلف بين المناضل في الأنتفاضتين هو اليوم نفس المناضل بالزي العسكري الذي يتمثل بالمؤسسة الأمنية .
    
وبحديثي مع احد العاملين المتواجدين على النقطة العسكرية قال: "أنا لم اشاهد عائلتي منذ أسابيع، ولكن ما اشاهده اليوم من معاملة من قبل المواطنين جعل لي عائلة كبيرة تُشعرني انني لا زلت أتواجد بينهم ولم أتغيب عنهم"، بتلك الكلمات البسيطة عبر عن ثقافة وأصالة ابناء شعبنا التي لم تتغير  .

فرسالة ابناء شعبنا لكم "أعانكم الله وسدد خطاكم" فكنتم وما زلتم خط الدفاع الأول، وبكم سنحقق احلام وأماني شعبنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .