إسرئيل تختار الفاسد لقيادتها دون تردد في ثلاث مرات متتالية ، نتنياهو يعود بقوة اكبر لقيادة اسرائيل ،  انتصر على القانون وتجاوز كل المحاكم وكل الألغام ، شق الأحزاب المنافسة ، وسيطر على حزبه واليمين باكمله ، وحزبه وكتلة اليمن حوله متماسكة ، و السبب انهم يرون فيه الشخص الامين والمخلص للصهيونية وأهداها .

بني غانتس شده الدم الصهيوني ولم يقبل ان ينتصر على خصمه من خلال قائمة " داعمي الاٍرهاب " كما وصفتهم صحافة نتنياهو ودعايته وعاد لحضن الصهيونية  ، واضح انه لا يرى في نفسه افضل من خصمه في قيادة المشروع الصهيوني.

غانتس قال ان تمرده على من انتخبوه انه لا يريد انتخابات رابعة، وبهذا لا يعلم او يعلم انه أنهى حياته السياسية بل أنهى حزبه بالضربة القاضية ، وركز على منصب له بعيدا عمن تحالفوا معه وبهذا منح نتنياهو طوق النجاة بعد ان سقط سياسيا ، يتضح من خلال سيرته وتصرفاته انه لا يملك نفس طويلة ولا يملك رؤيا فسقط قبل ان يبدأ .

القائمة المشتركة التي وصفها نتنياهو بشكل علني كداعمي الإرهاب كانت تعلم من هو غانتس لكن بتصرفها منعت اي عتب او تعليقات مستقبلية ان بامتناعها عن ترشيح غانتس انها دعمت نتنياهو ويتم تحميلها مسؤولية عودة نتنياهو للحكم ، والآن ستعمل داخل الكنيست بصورتها الوطنية لصالح من انتخبوها دون ان تضطر لحماية حكومة لغانتس المتوقع حتما ارتكابها جرائم  ومصادرة اراضي والاستمرار في تطبيق صفقة القرن لمجرد البقاء في خندق ضد نتنياهو .

لا فرق بين غانتس ونتنياهو فلسطينيا علما ان الخلاص من احدهم مكسب وخاصة ان كلا منهم لديه سجل حافل بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني ، ولو تم الخلاص من نتنياهو لسجل لصالح القائمة المشتركة ، لكنها ستندم بعد ان ترى ممارسات المجرم غانتس .

الفاسد نتنياهو يُخلِص لدولته ، الفاسد لدينا يسرق بلده و يخون وطنه للاسف، الناخب الاسرائيلي واعٍ وصوته يذهب باتجاه من يحقق هدفهم العام والخاص ، بالمقابل الناخب لدينا يذهب باتجاه العائلية والإقليمية او احيانا العاطفة الدينية والحزبية الضيقة  دون النظر للهدف الوطني او حتى الخاص ، محكمة العدل العليا لديهم تمنع اي تجاوز للمسؤولين وتحاكم الفاسدين ، ومؤخرا حمت الكنيست من استغلال نتنياهو لتكتيك كسب الوقت و وباء كورونا للبقاء بالحكم ، حيث حاول نتنياهو تاخير جلسة الكنيست حتى دخوله  في إجازته لمنع تمكن غانتس من تشكيل الحكومة والعودة لانتخابات رابعة ، وكلفت المحكمة عمير بيرس لعقد جلسة واختيار رئيس للكنيست بعد استقالة ممثل الليكود رئيس الكنيست يولي أدلشتين.

اسرائيل دولة عدوة لكنها تملك مؤسسات تجعل الفاسد يخدم هدفها وتمنعه من الهروب بفساده  مهما حاول نتنياهو تاخير ذهابه للسجن ، فلسطين الأصل ان لا يكون لديها فاسدين لكنهم كُثر والاخطر ان الفاسد لدينا ليس حريصا على الأهداف الوطنية .

المقولات الحزبية لدينا ان الساقط اخلاقيا يكون ساقط وطنيًا  ، ولديهم الفاسد والساقط اخلاقيا يخدم وطنه وبالتالي يجد دعم شعبه له ، لكن الأجدر بنا ان لا نختار الفاسد والساقط اخلاقيا ، ولو اننا نعلم ان لا رقابة ولا حماية لنا من تسلطهم فكل ما نتمناه اليوم ان لا يخون الفاسد وطنه.