صدى نيوز:حذر نقيب الأطباء د. شوقي صبحة من خطورة إصابة الكوادر الطبية داخل المستشفيات الفلسطينية بفايروس كورونا نتيجة ضعف الإمكانات والتجهيزات واجراءات الوقاية المناسبة التي تضمن سلامتهم.
وشدد خلال استضافته في برنامج "ساعة رمل" الذي يقدمه الإعلامي نزار حبش عبلا شبكة وطن الإعلامية، على عدم رضى النقابة عن واقع الأطباء داخل غرف الطوارىء، مشيراً أن مسلتزمات الوقاية مخصصة فقط لجزء من الكادر الطبي وليس لجميعه، ما يعرض جميع الكوادر الطبية والمواطنين لخطر الإصابة عند دخولهم المستشفيات، وبالتالي انتشار المرض بشكل أوسع، خصوصا وأن أي مُراجِع للمستشفى معرّض لأن يكون مصابا بفيروس كورونا، وبالتالي كل الكادر الطبي في دائرة الخطر.
وأكد نقيب الأطباء أن ما يزيد من درجة الخطورة على الأطباء ما حدث قبل أيام، حينما خالط مجموعة من أطباء مجمع فلسطين الطبي عائلة المتوفاة من قرية بدو، حيث أمضوا بعد المخالطة، ساعات على رأس عملهم، ولم يحجر عليهم من قبل وزارة الصحة! ما شكل خطرا كبيرا على المواطنين والكوادر الطبية.
تقصير حكومي كبير بحق القطاع الصحي ..
وأكد نقيب الأطباء أن المشكلة التي نواجهها اليوم في مواجهة المرض ناتجة عن تقصير حكومي متراكم من سنوات بالقطاع الطبي بشكل عام، مشيرا الى أن المناصب وللأسف توزع على أساس الكوتات السياسية، وبالتالي ويفرض فلان وعلان، لا على أساس المهنية.
أجهزة التنفس لا تكفي
وأوضح نقيب الأطباء أنه من بين أهم المشكلات التي تواجه فلسطين حاليا نقص أجهزة التنفس حيث قال في هذا الصدد : 120 جهاز تنفسي، ليست فقط لمرضى كورونا بل لجميع المرضى في فلسطين، وهذا يشمل المرضى اليوميين من أقسام القلب والجلطات والمشكلات التنفسية، وبالتالي فإن هذا العدد قليل جدا ولا يلبي احتياجات الفلسطينيين.
وأشار الى أن المصاب بفيروس كورونا والذي يعاني من خظورة في وضعه الصحي يحتاج الى أجهزة التنفس بشكل مختلف، فالبعض يحتاجها لساعات، أما البعض الآخر بيحتاج لأكثر من 10 أيام، أي حسب الحالة الطبية، الأمر الذي يستدعي رفع عدد هذه الأجهزة بشكل عاجل، لكن الأمر ليس بهذه السهولة حاليا بسبب ندرة وجودة هذه الأجهزة عالميا نظرا لكثرة الطلب عليها.
غياب التخصصات
وأضاف الصبحة: حتى لو تم توفير 250 جهاز تنفس، فنحتاج إلى كادر مؤهل ومدرب كي يعمل على هذه الأجهزة وخصوصا أطباء التخدير.
مردفا: لدينا نقص كبير في هذا المجال و في كافة التخصصات الأخرى.. الآن بات الوقت متاخرا، وكان من المفترض التفكير بهذا الأمر قبل ثلاثين عاما.
شح شرائح الفحص
وأوضح الصبحة أنه من بين التحديات الأخرى والآنية التي تواجه فلسطين في محاربة انتشار الفيروس، تتمثل بشح شرائح فحص المرض وهو أمر عالمي، حيث قال في هذا الصدد : كان معنا 3 شهور بعد أن بدأ المرض في الانتشار خارج حدود الصين، ولكن لم نستغل تلك الفترة بالشكل الصحيح.
عدم كفاية الأسرة داخل المستشفيات
وتابع نقيب الأطباء في قضية الاحتياجات قائلاً : القضية لا تقف عند نقص المعدات والكوادر، بل أن مستشفياتنا لا تستطيع التعامل مع المرض في حال انتشاره بشكل واسع، وخصوصا في قضية الأسرّة داخل المستشقيات، حيث قال في هذا الصدد: في كل القطاع الخاص والحكومي يجب أن يتوفر لكل 1000 مواطن 2.6 من الأسرّة، لكن المتوفر في فلسطين 1.3 وهو نصف الكمية.
وشدد على أن نقابة الأطباء حذّرت من ذلك قبل انتشار المرض في فلسطين، لكن الجواب كان كالعادة "نحن جاهزون وهناك خطط واستراتيجيات ولجان وإلخ...".
وطالب نقيب الأطباء وزارة الصحة بأن تستثمر في جميع الكوادر الطبية وأن تتعاون مع الجميع، وعدم التفرد في القرارات، مضيفا: هذا ليس وقت التفرد، هناك خبراء لا يتم استثمار تجاربهم وخبراتهم بالشكل المطلوب.
كما طالب نقيب الأطباء كافة المواطنين بأن يلتزموا بيوتهم وأن لا يختلطوا، وأخذ كل وسائل الوقاية قدر الإمكان، مردفا: لشح الإمكانيات البقاء في المنازل هو كل ما نملك حاليا.
وأشار الى أن نقابة الأطباء فتحت باب التطوع للمتقاعدين وطلبة الطب، وذلك في محاولة لاستباق الحدث والاستعداد للأيام الأكثر خطورة.
"قد يكون هناك آلاف الإصابات في فلسطين لا تعرف عنها الجهات الرسمية"
وبعد أن أثار تصريح نقيب الأطباء ضجة واسعة داخل المجتمع الفلسطيني والذي قال فيه إنه قد يكون هناك الآلاف من الفلسطينيين مصابين بفايروس كورونا دون معرفة الجهات الرسمية، أعاد النقيب تأكيد ذلك عبر برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه وطن ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش.
وقال نقيب الأطباء : وفقا للخبراء في الأمراض الفيروسية، فإن 81% من المصابين بفيروس كورونا لا تظهر عليهم أية أعراض وخصوصا الفئة الشابة والأطفال الذين يتميزون بمناعة قوية، وجميع العلماء حول العالم يؤكدون أن الأرقام التي تعلنها السلطات حول المصابين ليست الحقيقة، لأن الواحد وثمانين في المئة لم ُتجرَ لهم أية فحوصات بسبب غياب الأعراض، حتى يثبت العكس، وهذا ينطبق على فلسطين وكل العالم، وبالتالي قد يكون هناك آلاف الحالات المصابة بفايروس كورونا في فلسطين.
وتابع نقيب الأطباء: يبقى 19 في المئة، 15 في المئة يحتاجوا لتدخل طبي بسيط للأعراض كالسعال والحرارة، و4 في المئة يحتاجوا لعناية مكثفة و أجهزة تنفس، 2 في المئة منهم يتوفون، وهذا ما يقوله الخبراء وليس نقابة أطباء فلسطين.
وكان الناطق باسم الحكومة ابراهيم ملحم قد رد على تصريحات نقيب الأطباء بعد سؤال من أحد الصحفيين قائلا: نقابة الأطباء عادت وعدلت من الخبر بتعديل يحمل معنى الاعتذار عن الخطأ، ونعتقد أن النقيب هو نقيب الدواء وليس نقيب الداء، حتى يقول بأن هناك مثل هذه الالاف من الحالات في فلسطين وهو لا يستند الى أي أرقام أو احصاءات دقيقة، وهذا يصل الى مستوى الخطأ الطبي.
"بإمكان الناطق باسم الحكومة أن يكون ناطقا بأمور أخرى غير الطب"
وأمام ذلك رد نقيب الأطباء قائلاً: تصريحي استغل بطريقة اعلامية خاطئة وكنت أتمنى أن تكون الردود من جهات مختصة ومن أطباء ومن لهم علاقة بالمجال الطبي.
وتابع : أعتقد المتحدث باسم الحكومة يتعرض لتساؤلات يومية من قبل الصحفيين ولا يحمل إجابات في كثير من الأحيان، خصوصا إذا كان الجواب يحتاج الى معلومات طبية. مردفا: بامكان الناطق أن يكون ناطقاً في أمور أخرى غير الطب، علما أنه ليس أي طبيب يحق له التحدث أيضا في قضية فيروس كورونا، وإنما الأطباء من ذوي الخبرة وعلى دراية كافية بالفيروسات والأوبئة.
وأضاف: أتمنى على الحكومة أن تحول هذا الدور لوزارة الصحة وعلى رأسهم وزيرة الصحة وخبرائنا، لأنه لا يعقل أن نظهر أمام العالم وكأنه لا يوجد لدينا خبراء أو كفاءات في هذا المجال.
وتابع: يجب أن نكون صريحين مع أبناء شعبنا في توصيل المعلومة، لأن الكثير من شعبنا وللأسف يتعامل مع القضية باستهتار، وكأنها انفلونزا عادية كما يدعي البعض، مردفا: هذا الفايروس ذكي وخطير وسريع الانتشار ومن هنا خطورته الحقيقية.
وردا على سؤال الى متى ستستمرون في المناكفات ما بين نقابة الأطباء والحكومة خصوصا وأن الوقت لا يسمح لذلك في ظل انتشار المرض، قال صبحة: أنا ضد أي منافكات، وأبلغنا وزارة الصحة منذ اليوم الأول لانتشار المرض بأن جميع كادرنا الطبي تحت أمر وزارة الصحة.. المناكفات ليست من طرفنا، هذه معلومات علمية يجب أن يرد عليها أطباء وعلى دراية بالمعلومات.
وأشار الى أن نقابة الأطباء أوضحت حقيقة ما جرى ولم تعتذر، متسائلا: لمن أعتذر ولا يوجد أي خطأ في التصريحات التي أدليت بها؟
وزارة السياحة تتحمل جزءا من المسؤولية
وأكد نقيب الأطباء أنه كان من المفترض على الحكومة وتجنباً لانتشار المرض أن تحظر دخول جميع الوفود السياحة الى مدينة بيت لحم، خصوصا بعد دخول الوفد الكوري الذي اتضح إصابة بعض أفراده بفايروس كورونا بعد عودتهم إلى بلادهم، حيث كان هناك أسبوع كامل قبل دخول الوفد اليوناني المصاب وانتشار المرض في فلسطين، محملاً وزارة السياحة والآثار جزءا كبيرا من المسؤولية.