فيروس كورونا تجاوز كل الحدود، نجاح فلسطين في اتخاذ إجراءات سباقة لم يمنع انتشار الفيروس بسبب الجهد المبرمج اسرائيليا لتخريب هذه الجهود من خلال العمال او الاسرى المفرج عنهم او الزائرين الواصلين عبر مطار اللد والجسر المناطق التي لا تخضع للسيطرة الفلسطينية مثل كفر عقب والقدس.
الفيروس حسب الأطباء خطره على كبار السن و ممن ليس لديهم مناعة او يعانون من أمراض، علينا ن نفكر في إجراءات الحجر عليهم فقط ونطلق العنان للقطاعات الأخرى مع منع العمال من الخروج بشكل حاسم للعمل لدى الطرف الاخر .
مثلا المناطق الصناعية والحرة..ألم يحن الاوان لكي نجذب اليها الاستثمارات الأجنبية والعربية من خلال انجاز قانون عصري منافس، الامر الذي سيعمل على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل وتحويل وجهة عمالنا الى اراضينا ومناطقنا ..وتحقيق فوائد عديدة لاقتصادنا الوطني ، وهنا اتذكر كلام دولة رئيس الوزراء حينما صدرت القائمة السوداء ( شركات المستوطنات) حيث دعا تلك الشركات الى نقل مصانعها ومقراتها الى اراضي الدولة الفلسطينية، وهذا التفكير يفرض ان نكون عمليين وننفذ ما فيه لاهميته، و انه يتوجب علينا اعادة التفكير في ادارة واستراتيجية عمل هيئة المناطق الصناعية والحرة بشكل موضوعي وشفاف.
لدينا سبع مناطق صناعية ممكن ان تستوعب جزء كبير من العمال بالإضافة للمصانع والشركات المعروفة.
نجعل المصانع تعمل و باجراءات واحتياطات كبيرة وفق معايير محددة، التعقيم باستمرار والتنظيف كل ساعة بحد اعلى ووفق التغيرات والحاجة.
ما المانع لو وقف شرطي أمام كل شركة او مكان نشغله بتكاليف يتحملها المشغل لينظم العملية ويمنع اي اختلاط أمام المخبز وامام المول وامام الشركة وداخل المنطقة الصناعية .
لن نذهب لمناعة القطيع ولن نبقى حبيسي التفكير العالمي الذي لم يحدد سقف لتاريخ التغلب على هذا الفايروس بعلاج واضح ، والكل يتحدث عن عام كحد ادنى .
ذهابنا بهذا الاتجاه له ما يبرره والسبب اننا نعم لا نريد الموت بالفايروس ولكننا علينا ان نتجنب الموت جوعا او بسبب الفقر.
قد تكون فلسطين ليس لديها شركات سياحية وفنادق، وخسائرنا اقل بكثير مما يحدث في العالم، لكن نستطيع ان نتميز لدينا امكانات صناعة و لدينا زراعة لا تشكل خطرا عندما يخرج العمال للأرض وزراعتها .
ان نبقى اسرى لاجراءات يدمرها سلوك الاحتلال لن توصلنا للحل والانتصار على الفيروس وآثاره المدمرة في حال استمرت الإجراءات لأكثر من نهاية الشهر الحالي .
خيار مناعة القطيع فيها خطر على كبار السن والمرضى ضعيفي المناعة، لكن حجرهم لن يكلفنا كما حجر الشعب بأسره.
إجراءات الحكومة بمنع الحركة والالتزام في بيوتنا ، حققت نجاحًا محدودًا في ظل خروقات الطرف الاخر ، لكن واجبنا ان نفكر بها ومدى نجاحها على المدى البعيد .
ساعات المنع كلما قلت تكون حركة الجماعات اقل بكثير من المنع الجزئي او الكلي .
اخرجوا خارج الصندوق قد يكون افضل مبكرًا ولن ينفعنا ان نجلس في البيوت دون مقاومة .
إنشاء صندوق للمتضررين من الحجر في البيوت اصبح ضرورة لكي نعيش وفق التكاتف الجماعي وهذا يعطينا القدرة على الصمود لفترة اطول .
فتح باب التفكير خارج الصندوق لا يعني عدم نجاعة إجراءات الحكومة والتي بشهادة العالم كانت فعالة و لا يعني باي حالة من الأحوال عدم الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية والتي لها وحدها فقط أخذ هذه الاقتراحات والبت بها ، و عكس ذلك نذهب للدمار المحقق.