منذ نشأة مصنع الأفلام الأميركية «هوليوود» والعالم تتم تعبئته بأن هناك أبطالا أميركيين خارقين في جميع جوانب الحياة هم من سينقذون الولايات المتحدة والعالم من العديد من الكوارث التي ستؤدي لنهاية الحياة على كوكب الأرض، وأن البطل الأميركي الخارق هو من سينقذ الكارثة في اللحظات الأخيرة من عُمرْ الحياة البشرية وفي نهاية الفيلم يُقبّل البطل الخارق حبيبته والعلم الأميركي يرفرف خلفهما!!
والآن مع التطورات التكنولوجية، دخلنا الى عالم المسلسلات لكافة الأعمار التي تتحدث عن الأبطال الخارقين وبالتأكيد جميعهم من أحفاد رجل «الكاوبوي» لكن بجينات متطورة يستخدمون أدوات جديدة للحفاظ على كوكب الأرض من أي غزاة، أو حماية العدل والحق والديمقراطية في البلدان التي تفتقر لها بناءً على الرواية التي يتم نسجها، فبالماضي مثلاً تم ربط العرب بالجمل والنفط والخيمة فقط ليأتي المُخلص الأميركي لإنقاذ العرب!!
أقرب فيلم أميركي يلامس جائحة فيروس كورونا «Contagion» الذي تم إنتاجه العام 2011، وتدور أحداثه عن وباء بفعل فيروس ينتقل عبر اللمس والهواء ومحاولات الباحثين والمختصين للسيطرة على الوباء واحتواء التداعيات السلبية على النظام الاجتماعي وتقديم مصل لإيقاف انتشار المرض، التشابه وصل لحقيقة أن الخفاش هو سبب الفيروس الذي انتقل الى الخنزير من خلال المشهد الأخير للفيلم، الخفاش يأخذ الطعام من شجرة موز؛ يطير الخفاش فوق خنزير، ويسقط جزءا كبيرا من الموز، يأكلها الخنزير. يشتري الطاهي هذا الخنزير الصغير؛ بينما يجهز الطاهي الخنزير لطبخه، لا يغسل يديه عند مصافحة زوجة بطل الفيلم ما يجعلها تصاب بفيروس مركب، بالتأكيد يتم اكتشاف الطُعم المضاد من قبل شركة أميركية تريد حصد الأرباح الخيالية!!
السؤال هو إذا كانت تلك الأفلام التي تم وصفها بالخيالية في ذلك الوقت؛ لماذا لم يستطع الخارق الأميركي حتى هذه اللحظة أن يكتشف لنا الحل والمجتمع الأميركي والبشرية بحاجة لهذا المصل!!! أين هو الرجل الخارق في زمن الحاجة العالمية؟ أم أن فيلم «هوليوود» لم يبدأ بحياتنا الواقعية بعد؟ وكم مدة هذا الفيلم؟ وما هي التسعيرة التي وضعها مخرج ومنتج وكاتب الفيلم ليدفعها المشاهد؟!
أين هم الأبطال الخارقون؟؟ رامبو، سوبرمان، الرجل الحديدي، جيمس بوند، إنديانا جونس، الرجل الأخضر، كابتن أميركا، ثوور، باتمان؟؟ هل جميعهم الآن مُختبئون من الفيروس؟! وهل نحن ما زلنا ننتظر أمام شاشة التلفاز قدوم أي بطل من أجل إنقاذ الكرة الأرضية؟!
بالتأكيد، بعد الخروج من هذا الوباء ستنهال أفلام «هوليوود» علينا كما كان الحال بعد حرب فيتنام، وبعد حرب أفغانستان، وبعد حرب الخليج، وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وجميعها سيروي قصصا مختلفة تصب جميعها في مصلحة الحفاظ على صورة الحلم الأميركي بأنه الأول في كل شيْء، لكنهم لن يذكروا بأنهم الأول حتى بعدد ضحايا هذا الفيروس وأن شعبهم والإنسانية تنتظر الخلاص الذي تأخر!!