العالم بأسره وبكل لغاته اشترك بتعليمات واضحة تتعلق بمبدأ واحد لا غير " عدم المخالطة " هي الحل وفيها الحماية من تفشي فايروس كورونا حيث اغلقت المطاعم والمقاهي والفنادق وحتى منع التجول، ودعوة الشعوب لالتزام بيوتهم ، والتعقيم والنظافة . 

معظم الإصابات نتجت عن عدم التزام قلة قليلة أدت لاصابة أعداد هائلة، تخيلوا ان كل ما يحدث في العالم ناتج عن إهمال  بائعة الجمبري التي نقلت المرض في الصين، وما اصاب الإيطاليين أيضا سببه أشخاص قلة تصرفوا دون احتياطات فنقل الفايروس للآلاف، وكذلك امريكا وألمانيا وحتى فلسطين فان عامل بدو نقل الفايروس لمعظم المصابين  اذا اعتبرنا ان ما حدث في بيت لحم ليس خطأ فرد فلسطيني من شعبنا وفي دير جرير خطأ الحلاق، وبالتالي واضح للجميع ان تفشي الفايروس وانتشاره سببه عدم التزام الأفراد  بشكل عام بما تحدثت  وطالبت به كل الحكومات في العالم بلغاتها المختلفة.

لنتحدث باللغة الأخرى لغة العصر وهي لغة المصالح ، من مصلحة الحكومات فتح المحلات وإطلاق العنان للسياحة وفتح المعابر وعودة الرحلات الجوية حيث كلها دخل وضرائب تجبيها الحكومات ولكنها فعلت ذلك لأجل حمايتنا .

في فلسطين معظم الخلل ان لم نقول كله الان ووفق جميع الحالات نتج عن مخالطة عامل قادم من الطرف الاسرائيلي وقام بالاختلاط باهله وأصدقائه ولم يلتزم بوقف العمل وفق طلب الحكومة منهم ذلك، وبلغة المصالح فان من مصلحة الحكومة عدم منع العمال من العمل حيث ستزيد من دخلها ولا تتحمل عبئ توفير المعيشة لهم  ولعائلاتهم حيث أن ما يدخله العمال من أموال  للسلطة الوطنية يعتبر من الركائز الاقتصادية لدولة فلسطين، وبالتالي طلبها وقف العمل لمصلحة العامل حيث يحمي نفسه وعائلته وشعبه مقابل أن حقه في الحصول على الراتب  أثناء حجره بسبب منع انتشار الفايروس ملزمة قانونيا للاحتلال وفي حال عجزت السلطة واتحاد العمال  عن تحصيله لهم فان الحكومة أعلنت صندوق خاص لذلك و للدفع للعامل الذي تضرر بسبب التزامه .

بلغة الدين أيضا جميع الأديان وعبر فتاوى من المختصين أُغلقت دور العبادة واعتبرت المراجع الدينية أن عبادة الله في البيت واجب شرعي وديني وان الذهاب لدور العبادة دون تأكيدات بعدم وجود خطر نشر الفيروس معصية دينة، واعتبرت المرجعيات الدينية من يقوم بذلك جاهل في دينه،  وقالوا : من عبد الله على جهاله فقد عصاه.
 
فلسطين خلال الأسبوعين القادمين تتعرض لأخطر المراحل من الانتشار لهذا الفيروس بسبب عودة الآلاف العمال بطرق عشوائية يخطط لها الاحتلال وبالتالي اذا مرت هذه الأسابيع بقدرة الحكومة وتعاون العمال أنفسهم وذويهم والأهالي على السيطرة على هؤلاء العمال واتخاذ إجراءات الوقاية فان فلسطين ستصمد وتتصدر دول العالم في منعها لانتشار المرض وخاصة ان كل الإجراءات الحكومية اتخذت في وقتها، واستطاعت الحكومة وبتعاون أهالي بيت لحم من السيطرة الكاملة على ما سببه الوفد اليوناني  ولم تنتقل اي حالة من بيت لحم للمحافظات الأخرى فهل يدرك العمال مدى تاثير وانعكاس سلوكهم على شعبهم، وهل يفكروا ويستوعبوا مصالهم باي لغة من اللغات التي ذكرناها والتي في جميها تدعوهم لعدم الاختلاط وتسليم أنفسهم للدوائر الحكومية .

لغة القمع ثبت عدم فعاليتها بكل العالم، ودون الالتزام من الأفراد لن تنجح اي حكومة بمواجهة هذا الفايروس المستجد، علما ان الحزم والقمع اخر الحلول الواجبة التطبيق في حال تجاوز البعض الحدود من حيث الاستهتار بحياة الشعب ومستقبل الدولة، فهل نصل للغة الأخيرة بسبب الجهل والاستهتار . ..؟.