الاحتلال الاسرائيلي بدأ بالحديث عن بوادر صفقة تبادل أسرى بعد اعلان يحيى السنوار رئيس حركة حماس عن استعداد حركته لتقديم معلومات جزئية اذا بادرت اسرائيل بعمل انساني وإطلاق سراح أسرى كبار السن ومرضى ونساء .
مكتب نتنياهو في تصريح صحفي قال : إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم وطاقمه وبالتعاون مع هيئة الأمن القومي، والمؤسسة الأمنية قالوا نحن مستعدون للعمل بشكل إيجابي من أجل استعادة القتلى والمفقودين لدى حركة حماس، و دعا إلى بدء حوار فوري وجدي من خلال الوسطاء، ولكن هل إسرائيل فعلا جادة بذلك ؟ الإجابة على هذا السؤال غير واضحة بسبب ان نتنياهو انتهت ولايته ولا توجد حكومة مستقرة للاسرائيلين و الحديث عن هذه الصفقة يخدم نتنياهو وإسرائيل حتى لو لم تكتمل الصفقة، بعد الإعلان ان هناك أربعة اسرى منهم اثنان احياء احدها أثيوبي والآخر عربي وجثتي الجندي أرون شاؤل و هدار غولدن بدء الضغط داخل اسرائيل لإتمام هذه الصفقة حيث ان هذه العملية تعزز من قوة نتنياهو في حال تمت وكذلك تخدم اسرائيل بتحقيق رغبات الجمهور الكبير الذي يطالب بعودة جنوده لأهاليهم.
وعلى صعيد آخر قد تكون اسرائيل تمارس الخداع لفتح الحوار مع حماس بواسطة التدخل المصري وكذلك الروسي لتمرير فترة جائحة فايروس كورونا ومنع حماس من اي تصعيد وإطلاق صواريخ على اسرائيل من قطاع غزة في ظل خطورة تلك الصواريخ وكذلك خطر تجميع سكان المستوطنات في الملاجئ، حيث يهرب المستوطن من خطر الإصابة بالصاروخ لخطر الإصابة بفايروس كورونا وخاصة ان عدد الإصابات في فيروس كزرونا وصلت ل ١١ الف إصابة في اسرائيل وأكثر من مئة حالة وفاة والعدد في الإصابات والوفيات في ازدياد .
حماس لديها نَفس طويل و تحترف العمل في عمليات التبادل و تستطيع تحقيق أهدافها وخاصة انها تعلم انه لا إمكانية كبيرة لعمليات خطف جنود جديدة وبالتالي تريد ان تحقق اعلى عدد من الاسرى الذين توافق اسرائيل الإفراج عنهم ، وضعت حماس استراتيجية هامة ستلقى الدعم الدولي والإقليمي والداخلي من خلال رفضها اي حديث عن تبادل اسرى قبل ان تفرج اسرائيل عن الاسرى من صفقة شاليط الذين اعادة اسرائيل اعتقالهم ، وهذا الأمر اذا مر وبقي اسرى صفقة شاليط في السجون فما المانع ان تفرج اسرائيل عن الاسرى الجدد لمدة يوم واحد وبعد استلامها الجنود المخطوفين تعيد الاسرى إلى سجونها علماً انه و وفق القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية لا يحق للاحتلال في اعادة الاسرى المفرج عنهم للسجون الاسرائيلية بصفقات التبادل الا بتهم جديدة لكن دوما اسرائيل فوق التعاون الدولي.
حماس ستحقق نصرًا كبيرًا في حال اخرجت عدد من الاسرى المحكومين بأحكام كبيرة ومن الفصائل المختلفة أمثال مروان البرغوثي واحمد سعدات وقيادات وازنه من حماس .
التقديرات غير حاسمة في اتمام الصفقة لكن المؤشرات وتدخل الروس والمصريين ومطالبات المؤسسات الدولية بالإفراج عن الاسرى بسبب تفشي فايروس كورونا وخطره عليهم قد تجعل من إتمامها واردة جدًا ونرى قبل نهاية العام أسرانا محررين بين شعبهم وذويهم حيث ذكر مراسل القناة 12 العبرية إيهود حمو أن الحديث عن صفقة تبادل في هذه الأيام يبدو أكثر جدية من السابق.