كتب رئيس تحرير صدى نيوز: بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض الذي كان يملك بيده زمام المبادرة في اخراج نتنياهو من حلبة الصراع السياسي واعادته للبيت أو الذهاب به للسجن، بات اليوم معدوم الأفق وبلا مستقبل سياسي وتحت رحمة نتنياهو، غانتس كان لديه 61 صوت دون الليكود في الكنيست ويستطيع استمالة أصوات أخرى من الليكود ومن هذا الحزب الذي يقوده متهم بالفساد ومطارد من المحاكم .
الرئيس الاسرائيلي رفض التمديد لغانتس لتشكيل الحكومة وأحال الأمر للكنيست للاتفاق على رئيس وزراء والذي ايضا في الغالب لن يستطيع تشكيل حكومة أو حتى الاتفاق على الشخص الذي يرأسها.
المتوقع أن إسرائيل ستذهب لانتخابات رابعة حسب رغبة و خطة نتنياهو لأسباب كثيرة. أولها تَيقُن نتنياهو في اكتساح الكنيست القادم لليكود، وهذا فعلا ما سيحدث في الانتخابات الرابعة إن حصلت، وقد يتجاوز الليكود الـ 40 مقعدًا وكذلك احزاب اليمين ستحصل على مقاعد إضافية على انقاض اليسار الذي تحَطْم، لكي يضمن لنفسه الحصانة من المحاكمة نهائياً بإصدار قانون من الكنيست يضمن ذلك، وكذلك تكون حكومة أغلبية قوية يُنفذ من خلالها معظم خططه ومشاريعه الداخلية والخارجية دون اي معارضة تُذكر.
نتنياهو الآن الملك في اسرائيل حيث استطاع من خلال الضعيف خبرةً غانتس وحزبه بانهاء اي تواجد لمعارضة قوية امامه، لقد سحقها، حطمها، دمرها، كسرها حيث استطاع نتنياهو بتكتيكه شق حزب ازرق ابيض الذي أصلا لم يَكن أقوى من حزب نتنياهو ( الليكود ) لتشكيل حكومة دون دعم القائمة العربية المشتركة، بالتالي أي إنتخابات جديدة لن يكون مقابل نتيناهو أي حزب إسرائيلي معارض يحسب حسابه سوى القائمة العربية المشتركة التي ستكون معزولة داخل الكنيست بلا دَور مؤثر، وقد يتم بناء تحالف لليسار جديد، لكن حتما سيكون ضعيفاً بسبب التراكمات التي تركتها تداعيات سلوك غانتس في تشكيل الحكومة والذي اظهر هشاشة هدمه التحالفات.
نتنياهو قد يستطيع من خلال أصوات منشقين اثنين من أزرق أبيض لتشكيل حكومة مؤقته وهذا ليس مستبعداً الان، لاستكمال تحطيم وإنهاء الأحزاب التي أمامه ومن ثم الذهاب للانتخابات الرابعة.
الورقة الأخيرة التي من الممكن للمعارضة المتهالكة إعادة تجميع نفسها من خلال إصدار قانون من الكنيست يمنع المتهم بملف فساد من تشكيل أو قيادة حكومة وهذا قد يحدث من قليل بل عديم الخبرة غانتس ونتيجته بأحسن أحوالها إعدام مستقبل الاثنين نتنياهو وغانتس، وثبُت بالدليل أنه أي غانتس ليس لديه قدرة لقيادة حكومة أو حزب وعليه سيكون خارج اللعبة السياسية القادمة، فقد دفن نفسه وحزبه بيده و بغبائه المطلق، نقول له إلى مزبلة التاريخ بنظرنا كفلسطينين "كلب اسود" قتل "كلب بُني"، ونتنياهو بكل وضوح ينتصر على خصومه بالضربة القاضية.