إن عدم نضوج السلطة ككيان مستقل سياسيا واقتصاديا وجغرافيا يحد من أدائها مهما اجتهدت وفعلت؛ هذا عوضا عن وجود رواسب لسوء إدارة في المنظومات السابقة. وهذا يضع حكومة الدكتور اشتية أمام ضغوطات كبيرة في ظل جائحة كورونا... ولكن لايعفيها ذلك من أن تتميز في ادائها في ظل ارتفاع الالتفاف الشعبي حولها.
مايحدث فعلا على أرض الواقع هو اعتماد هذه الحكومة على المدرسة الواقعية في الإدارة والتي تتمثل في إدارة أزمة الجائحة وجزء قليل من مترابطاتها علما ان هناك ارتباطات أخرى لاتقل شأنا عن المترابطات التي تركز عليها الحكومة.... فالامن الاقتصادي لايقل شأنا عن الأمن المجتمعي والمستقبل القريب لايقل شأنا عن الحاضر وموضوع الاقتدار المالي المستقبلي لايقل شأنا عن موضوع القدرة المالية الحالية والقطاع الخاص لايقل شأنا عن القطاع العام.
الكل يعلم الضائقة المالية التي تعيشها السلطة وانحسار مواردها المالية الداخلية والخارجية وهنا يسأل المواطن الحكومة في مثل هذه الحالة لماذا لايتم البحث بتجميد رواتب أعضاء المجلس التشريعي المتجمد اصلا ولماذا لايتم تخفيض رواتب الدرجات العليا والرتب العليا ولماذا لايتم تخفيض موازنة بعض الوزارات والمؤسسات الشبيهة والتي لم ترتبط اهتماماتها بإدارة الجائحة ولماذا لايتم تخفيض موازنة السفارات في الخارج ولماذا ولماذا..... هنا ومثل هذه الإجراءات من شأنها ان توفر مورد مالي إضافي للسلطة وتجعل الشعب على قناعة بضرورة تقاسم المسؤولية مع الحكومة.... أما موضوع الإجراءات اليومية مثل تخفيف وتشديد وفتح وإغلاق وجمعة وسبت ماهي إلا إجراءات تحوطية في إدارة جزئية للجائحة اما الإدارة الشمولية للجائحة تتطلب اتخاذ قرارات استراتيجية يمكن أن يكون ظاهرها صعب ولكن في مكنوناتها بناء وطن وحماية شعب وتوطيد الثقة معه... فما قاله بوتين هو حروف ذهبية ان من استفاد وقت الرخاء من الوطن عليه أن يشارك وقت الشدة في إنقاذ الوطن.... بكفي هيك