الحكومة وباجماع دولي وشعبي وعتى عربي تقدمت باجراءات نوعية وعلمية سباقة في مواجهة فايروس كورونا وفق توجيهات من الرئيس ابو مازن، وكانت من الدول المميزة في اجراءاتها.
الحكومة أيضا لم تغلق بابها في وجه الشعب بل فتحت حوار مع الخبراء والأحزاب والفصائل وكذلك الاتحادات والنقابات ورجال الأعمال، واستفادت من تجارب دول العالم في مواجهة الفايروس وتابعت التغذية الراجعة بخصوص تلك الإجراءات، وانعكاسها على مختلف الشرائح واهمها العمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوصلت لنتيجة اجمع عليها هؤلاء جميعهم بضرورة التدرج في تخفيف الإجراءات لكي نصل لتوازن بين المبدأ الاستراتيجي لحياة وصحة المواطن وبين وضعه الاقتصادي، تفاديًا لارتدادات متوقعة من المتضررين والتخفيف من زيادة الفقر والبطالة، فقامت الحكومة بوضعت برنامج تدريجي من خلال فتح بعض المصالح التجارية والتي من الممكن بتعاون الشعب ان لا تشكل خطرا على حياتهم،وتمنع انهيار اقتصادي محتوم بسبب الإغلاق الدائم.
هذه القرارات تمت من خلال دراسات راعت حاجة الناس وقامت بتشغيل أيدي عاملة وتخفيف البطالة.
ولكن صاحب هذه الإجراءات بعض الظواهر السلبية، من عدم التزام الغالبية باجراءات الوقاية بالتجمع امام البنوك، أو حتى بائع القطايف، وكذلك في المولات وخروج البعض وتنقلهم بين المحافظات مخالفة لقرار المنع بأساليب مختلفة، تتجاوز حواجز المحبة مما يشكل خطرا على المواطن وسرعة انتشار الفايروس.
للأسف البعض تناسى خطر انتشار الفايروس وتصرف دون مسؤولية، وبشهادة الجميع ان الحكومة فعلت ما عليها من إجراءات وتوعية ونشر للأمن واستنفار للكوادر الصحية والخلل بشكل واضح في تصرف الجمهور.
السؤال هل سنجعل الحكومة تندم على اتخاذ الإجراءات الأخيرة في حال انتشار سريع للمرض بسبب استهتار الناس، وسقوط النظام الصحي؟ ام سنلتزم لننجح في تجاوز خطر الإصابة بالفيروس وتجاوز انتشار الفقر.
هل المطلوب ان نجعل الخيار لشعبنا فقط بين الموت باصابة الفيروس ام الموت جوعًا؟ بسبب عدم وعينا وتعاوننا، وفي كلتا الحالتين سنضع اللوم على الحكومة، هل مطلوب من الحكومة معجزة تحمينا من الجائحتين الفايروس والفقر. دون ان نلتزم بكمامة، او الابتعاد أمتار اثناء المخالطة، او غسل اليدين !!!! علما ان خطوات الحكومة في حال تطبيقها ستوازن بين الخيارين.
في هذه المرحلة نحن بحاجة ان نصل لوضع فيه توازن بين حياة الشعب و وضعه الاقتصادي وسوف نخرج اقوياء منتصرين بالتعاون والالتزام والوعي " لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم ".
صمت العلماء والشيوخ ورجال الدين من دعوات البعض لفتح دور العبادة، والتي ممكن علاجها في الصلاة في بيوتنا بدلا من الكنيسة، او المسجد والتي تشكل عبئا اضافيا على الحكومة بل ستؤدي لكارثة ان خضعنا لتصرفات ورغبات البعض في بعض المحافظات الذين خلعوا أبواب المساجد، او دعوا للصلاة في تجمعات خارج المسجد دون سماع صوت من علماء الدين.
اسرائيل بكل جهدها تحاول نشر الفايروس وزيادة الفقر من خلال استغلال حاجة عمالنا وكذلك حجز الأموال ومنع الامن من التحرك في مناطق تحت سيطرتها، هذه المناطق قريبة ومتداخلة مع السكان الفلسطينيين كما في كفر عقب والقدس ، والعالم كله يعاني من انتشار الفايروس وارتداداته مما ساهم بوقف الدعم لشعبنا او باحسن الأحوال ضعفه بحيث لن نستطيع مواجهة الجائحة.
الحكومة لا تستطيع ان تضع حارس على كل مواطن، ولا تستطيع تعويض كل متضرر، ولا تستطيع منع الإصابة في الفيروس، ولا تستطيع اعادة التعليم بشكل كامل، وتعالج وتخفف ضرب العملية التعليمية من خلال التعليم عن بُعد، فهل المطلوب معجزة تنقذنا ام واجب علينا معرفة واجبنا من خلال التزامنا المطلق باجراءات الحكومة وتعاوننا قبل فوات الأوان.