كَتَبَ رئيس تحرير صدى نيوز: برنامج "قلبي إطمأن" الذي يقدمه الشاب المجهول الذي سمى نفسه غيث ويقول أنه من دولة الإمارات العربية وجُزء من مُساعداته تكون بإسم الهلال الإماراتي، لاقى كم هائل من المتابعة والإعجاب وغالباً يُصاحب المَشاهد بُكاء وتأثُر كبير.
البرنامج تميز بالإخراج المُتقن المصحوب بالمؤثرات المختلفة والتي تبدو طبيعية من مواطن يتبرع بآخر دينار لديه ليعطيه للشاب غيث الذي يدعي أنه فقير يريد المساعدة من الشخص الهدف المُعدم والمُحتاج وِفق الرواية أو من يُقدم له ساندويش وكأس من الشاي، وتنتهي الحكاية بأن يعطي غيث المحتاج بدل عشر ريالات يستلمها من الفقير لتصبح برمشة عين عشرة ملايين ريال تُمنح للشخص الفقير.
فجأة ودون مقدمات غيث يمنح مواطن فقير يعيش في بيت من "الزينكو" منزل شامل فيه كل الخدمات وفي موقع محترم داخل العاصمة التي يزورها، غيث يتنقل بين لبنان ومصر ومن ثم إلى العراق أو إلى تونس يتبعها للمغرب ثم للسودان ليغير في حالة الفقراء المُعدمين، ونلاحظ دوما أنه يختار الفقراء من خلال مندوبين له أجروا بحوث مدروسة حول الحالات المرشحة للمساعدة فهل هذا العمل حقيقي!.
غيث لا يتردد في ذكر إسم دولته الإمارات، لكن لديه إعلانات وطلب للمساعدة لمن يرغب ويعلن ذلك دوما أنه يقوم بمهمة إنسانية بإسم آخرين وليس تبرع منه وما هو إلا فاعل خير.
يُكرر أكثر من مرة الشاب غيث ويقول أخفي نفسي لكي لا يعود العمل الذي أقوم به بالسمعة الطيبة لي وهو ليس كذلك بل عمل جماعي، ولكي تبقى الرسالة الواضحة أن هذا العمل هو جهد من أشخاص خيرين.
أسلفنا أن هذا العمل تأثر به الكثيرون وعبروا عن رأيهم أننا نحتاج لمئات مثل الشاب غيث ليساعدوا المُعدمين لدى أمتنا العربية والإسلامية.
لكن في المقابل تساءل الكثير عن مستوى التصوير والإخراج وتعدُد الكاميرات الحديثة المستخدمة عدا عن كافة الوسائل المتطورة، وكذلك ذِكر إسم دولة الامارات العربية وتعدد الدول التي تتم مساعدة مواطنيها وحجم الإمكانات والأموال المتوفرة مع غيث، وكأن في الموضوع شيء مخفي وأن هذا البرنامج دعاية لدولة بعينها، وأن هذا البرنامج أهدافه ليست إنسانية!!، وتساءل البعض لماذا يَذكُر دولة الامارات؟، والهلال الأحمر الإماراتي وثم يطلب تبني الفكرة من الخيرين في العالم، ولماذا لم يحدد هؤلاء الخيرين من دول العالم كما فعل مع الامارات؟.
الفكرة بإجماع الأغلبية فكرة رائعة ورائدة و أنه برنامج مطلوب وحاجة ملحة في الوطن العربي الذي يعج بالفقراء والمحتاجين، لكن هناك غموض في البرنامج وغياب للعناوين والأسماء المعروفة التي تمنحك الثقة لكي تقدم المساعدة معهم، و لماذا يكون الفاعلين مجهولين؟ وكيف تتم الرقابة عليه وعلى حجم المساعدة أو الأشخاص وآلية اختيارهم، وهل شخص واحد من يجمع المعلومات عن المحتاجين ويحدد عناوينهم ويوفر إمكانات التصوير والإخراج؟.
هل الأشخاص الذين يتم منحهم المساعدة كلهم يوافقوا على نشر قصصهم أم هذه مسرحية وتمثيل لا أكثر ولا أقل!؟.
الملفت للإنتباه ليس فقط أن غيث مجهول الهوية، ولا يعرف أحد مصدر الاموال التي يقدمها بل أيضا قبول الأشخاص لإظهار صورتهم وموافقتهم على نشر القصة التي يتم تصويرها دون علمهم حسب ما يقول البرنامج، وغير ذلك لم تصدُف مرة تصرف غير لائق من المحتاجين بل يسارع الشخص الهدف لإطلاع غيث على أسراره وشرح قصته يتبعها منحه مساعدات كبيرة تنقله من العدم ليصبح من الأثرياء.
غيث الشاب الخلوق الإنساني وفق برنامج " قلبي اطمأن " ظاهرة محببة للجميع بصورتها التي يتم بثها، لكنها تشعل نار الشك عندما يتم متابعة عدة حلقات والتي لم يظهر فيها غيث ومن يقفوا خلفه في توفير الاموال وطريقة إختيار الشخص الهدف، وكذلك معرفة ما هي أهداف القائمين على العمل وهل هي إنسانية بحتة؟؟؟ لذلك مطلوب إجراءات وتعريف الشعوب بمن يقف وراء هدا العمل وعدم الحكم عليه دون بحث وتمحص، وهل ما يقوم به غيث المجهول حقيقة ام خيال؟.
البرنامج خُصِص كما يرى بعض المحللون لتغيير صورة الإمارات التي خسرت سُمعتها بين العرب والمسلمين بعد وفاة مؤسسها الشيخ زايد بسبب ما تفعله في اليمن وما تفعله في ليبيا و موقفها السلبي من فلسطين لصالح اسرائيل، فهل مسلسل أو برنامج سيُغير ذلك؟، وهل برنامج كهذا سيمحو صورة الطيارين الإمارتين وهم يقصفوا اليمن وسوريا جنباً إلى جنب مع الطائرات الامريكية؟، وهل سينسى العرب صوت عزف السلام الوطني لدولة الاحتلال الاسرائيلي في وسط ابو ظبي؟؟؟ الإجابة. لا... وأخلُص بالقول أن هذا البرنامج هو لتحسين صورة دولة الإمارات العربيه المتحدة بالوطن العربي بعد ما آساءت لفلسطين واليمن وليبيا وغيرهم.