كتب رئيس تحرير صدى نيوز: لم يسلَم قطاعٌ إلا وضربته ارتدادات "هزّة كورونا"، السياحة بما تضم من فنادق ومطاعم ومقاهٍ، قطاع العمال، الطاقة، كل شيء تقريباً طُحن تحت صخرة الكورونا، منها ما برزت أضراره للجميع بسبب تركيز المسؤولين والإعلام عليها، ومنها من ذاق الويلات دون أن يُسمع لها صوت.
السائقون، سواء سيارات العمومي ومكاتب التكسي أوالشاحنات التي تضررت بشكل كبير، كانوا من بين الفئة التي سُحقت دون أن يُسمع لها صوت، ودون معالجة لوضعهم رغم استمرار الإجراءات بمنع حركتهم إلا باحتياطات كبيرة، أهمها ما صدر يوم أمس عن وزير المواصلات بخصوص الباصات وعدد الركاب المسموح به، حيث أن الحافلة التي تتسع لخمسين راكبا، لا يُسمح لها الآن إلا بـ 25 راكباً، وكذلك السيارات العمومي التي بات يُسمح لها بأربعة ركاب بدلاَ من سبعة أو تسعة، وهذا لا يُغطي مصاريف السيارة نفسها من وقود وصيانة وغيرها.
لم يذكُر وزير المواصلات إعفاء هذه الفئة من الضرائب أو الترخيص لمدة عام مثلاً أو أجرة البيرميت كتشجيع لهم حتى يصمدوا ويمنع انهيار هذا القطاع المهم، ولا ننسى أن أصحاب التكسي العمومي وحتى الباصات الصغيرة والشاحنات، اشتروا مركباتهم من خلال الأقساط البنكية، فحجم الالتزام المترتب عليهم عالٍ جداً.
مر شهران على الكارثة الاقتصادية والتي على أثرِها لم يدخُل في جيوب السائقين قِرش واحد، وبعضهم لا يجد قوت يومه ويُضاف إلى ذلك المصاريف التي ذكرناها من تأمين وترخيص وبيرميت واستهلاك السيارة و أقساطها، علماً أن حياة السائق لم تعرف الرخاء في السابق فحياته أول بأول وليس لديه أي مُدخرات لنقول أن بإمكانه الصرف منها.
الحكومة في زمن ما قبل الكورونا ولا نريد القول في زمن الرخاء لأن سائق التكسي أو سائق مركبة النقل بشكل عام لم يَعِش الرخاء يوماً، كانت تستفيد منه بالضرائب وثمن البيرميت وإيجار البرميت السنوي وكان قطاع النقل مصدر دخل كبير ومهم لخزينة السلطة، فلماذا لم يُخصص لهم اليوم في ظل حاجتهم شيئاً من الإعفاءات أو مُخصص أو راتب من صندوق وقفة عز، ماذا تنتظر الحكومة بعد الدخول بالشهر الثالث من حالة الشلل الدائم بقطاع النقل والمواصلات للوقوف وقفة عز مع هذا القطاع، ألم نُنشئِ صندوق وقفة عِز لنُبقي هذهِ الشريحة من مُجتمعنا عزيزةً.
السائقون الآن تمت إضافتهم لقائمة الفقراء وعلى وزارة التنمية الاجتماعية أخذ ذلك بالحسبان قبل أن يلجأ السائق لبيع سيارته والذهاب للعمل في مكان آخر داخل الضفة الغربية أو مناطق ال 48، والصرف لهم بشكل عاجل لإطعام أبنائهم.
سائقوا الشاحنات مِمَن كان يَنقل عفش البيت أو مستلزمات أخرى لم يعُد يجِد عملاً، ويصطف الآن في طابور الفقراء وهؤلاء لديهم عائلات وطلاب في الجامعات، ماذا سيفعلوا؟
فترة الطوارئ التي انتهت ليلة أمس سيتم تمديدها وفق توصيات اللجنة العليا لمتابعة فايروس كورونا وكما صرحت بذلك الحكومة، بمعنى أن الفترة سوف تطول ولا بارقة أمل في السيطرة على الفايروس قريباً.
قلنا أكثر من مرة لا صحة دون اقتصاد، وقلنا نريد أن نوازن بين المحافظة على الحياة مع المحافظة على حياة الناس الاقتصادية، فهل نُعالج وضعهم قبل فوات الاوان!