عين كارم هي لوحة فنية رسمها الخالق تُداعبها نسماتُ الهواءِ الجبلي النقية تحكي تاريخاً جميلاً بألمٍ وصمتٍ غريب. اشعر في كل مره ازور بها القرية انها تنتظر احداً ما ليُعيدَ عقارب الساعة الى الخلف ولتعود الايام الخوالي التي كانت فيها القرية متربعة على عرش التقدم في الزراعة والصناعة والتعليم بين القدس ويافا.
هي احدى ضواحي القدس، يقال أن السيد المسيح والسيدة مريم العذراء زارا عين كارم مرات عدة (فحسب الروايا المسيحية كانت مريم عليها السلام تزور خالتها الموجودة بالقرية). بالاضافة الى اعتقاد أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين مر بها ذات مرة خلال الفتح الإسلامي، وصلى فيها وبناء عليه سمي مسجدها بالمسجد العمري تيمنا بعمر بن الخطاب. زادها جاذبية وجود أديار وكنائس قديمة أقيمت على أماكن يقال انه عاش فيها أنبياء الله يحيى وزكريا. ففيها كنيسة الفرنسيسكانية، ودير (راهبات صهيون) وكنيسة حديثة البناء.
في القرية شيء من الجمال يختلف عن باقي قرى القدس على الرغم من ان كل قرى القدس بهية وجميلة ومطلة الا ان عين كارم تتميز بمعالم طبيعتها الفاتنة المتنوعة من جبالٍ، ووديان، فهواؤها النقي، وعيونها الجارية، وتربتها الخصبة جعلوا الاسم يليق بالمسمى. عدا عن بناياتها المتميزة والتي تشهد حياة متحضره عاشها فسطينيوا القرية قبل الاحتلال.
في نهاية العشرينيات تطورّ النظام التعليمي في القرية وتشكلت المدارس الرسمية التابعة لدائرة المعارف الفلسطينية، وكان في القرية حتى عام 1948 مدرسة للبنين ومدرسة للبنات، بالإضافة إلى مدرستين تتبعان للأديار والكنائس
تفتخر القرية بأن أول شهداء الثورة الفلسطينية عام 1936 صالح الصوباني هو أحد أبنائها، وكانت القرية الثائرة مركزاً سرياً لعمليات القيادة ما بين 1936-1939.
في كل وداعٍ لي للقرية استذكر الاية الكريمة التي تقول"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا" صدق الله العظيم