كلامنا اليوم كله عن العضلات التي لا أتمتع بها أنا كما يجب، اللهم إلا إن غرّت عن ثلاث عضلات فقط لا غير.
هل تعلمون أنه عندما يحرك الكلب ذيله، أو يحبو الطفل على الأرض أو يحك الإنسان أنفه، هل تصدق أن وراء هذه الحركات التافهة عمليات أدق وأعقد من تركيب القنبلة الهيدروجينية؟!، لقد حيرت العضلات أئمة العلم الباحثين وعزت أسرارها على أذهانهم الجبارة.
تمثل العضلات أكثر من نصف الجسم البشري، وهي على حد تعبير أحد العلماء أفخر ما تعرضه الطبيعة في متجرها المملوء بالعجائب.. إنها تقوم بدورها الخطير منذ الولادة حتى الوفاة، هي التي تبدأ بقذف الجنين من بطن أمه بحركة من عضلة الرحم، وهي التي تمدنا بكل حرارتنا الداخلية تقريباً.
كما أنها هي التي تدفع الطعام إلى القناة الهضمية، وهي التي تمتص الهواء داخل الرئتين، وهي التي تعصر الدموع من غددها – وما أكثر ما عصرتها في عينيّ - وأخيراً هي التي تعلن نهاية الحياة، إذ تتوقف عضلة القلب عن ضرباتها، بعد أن تكون قد ضربت 2.5 مليار ضربة في سبعين عاماً، وبعدها تضرب لك أيها الميت المبجل تعظيم سلام، وكأن لسان حالها يقول لك: مع السلامة يا حمد (طس).
يتحدث الناس كثيراً عن العضلات الحديدية، ولا يدرون أن هذا القوام الحديدي الذي نلمسه عند انقباض العضلات تسببه مادة هلامية رخوة، وهذه المادة أيها السادة حين تنقبض تستطيع أن ترفع ما يعادل وزنها ألف مرة، إنها أغرب عجائب الطبيعة في جسم الإنسان يا سبحان الله.
وبما أننا بدأنا مقالنا اليوم بتحريك ذيل الكلب، فأدباً لا بد أن نعود إليه، ونختمه أيضاً بذيل كلبة ليكون ختامه مسكاً مثلما يقولون.
والكلبة يا رعاكم الله اسمها (كوكو)، وصاحبها (وانغ سيكونغ) الابن الوحيد المدلل للملياردير الصيني (وانغ غيانلين)، الذي تقدر ثروته بـ23 مليار دولار.
وفي السنة الماضية احتفلوا بعيد ميلادها الثاني، وأقام لها الحفل (سيكونغ)، ونقش اسمها على كعكتين وكتب اسمها على البالونات، وأقام لها ألعاباً نارية، وصدحت لها فرقة غنائية (Happy birthday koko)، وبعدها احتضنها وقبّلها وطوّق عنقها بعقد مرصع بفصوص الماس، فهزت هي له ذيلها شاكرة، ثم ركب معها طائرته الخاصة ليسكنا فيلا أنيقة في أحد منتجعات التزلج في جبال الألب. وللمعلومية فقط، فابن الملياردير ما زال شاباً ولم يتزوج بعد.