صدى نيوز: تراجع التوتر بين الولايات المتحدة والصين، في بداية العام، بعد اتفاق التجارة للمرحلة الأولى في الوقت الذي اتفقت فيه واشنطن وبروكسل وطوكيو على قواعد تجارية عالمية جديدة لتقليص الدعم. وكان هناك هدوء نسبي قبل أن يتفشى فيروس كورونا المستجد.
وأفادت مجموعة المراقبة السويسرية (غلوبال تريد أليرت) بأن البلدان في جميع أنحاء العالم فرضت 222 قيدا على المستلزمات الطبية والأدوية وفي بعض الحالات على الغذاء. وفيما يتعلق بالمنتجات الطبية، تجاوزت القيود المستوى المعتاد بما يزيد على 20 مثلا.
ويجري رفع تلك القيود الآن، لكن الوباء عزز الحجج الحمائية من خلال تسليط الضوء على الكيفية التي يمكن بها لسلاسل التوريد العالمية أن تحرم الناس من الحماية الطبية الأساسية وتعطل الإمدادات الغذائية، فضلا عن تهديد الوظائف، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يريد قطع العلاقات مع الصين، في حين يخطط الاتحاد الأوروبي لوضع حواجز أمام الاستثمار المدعوم من الحكومة من الصين وأماكن أخرى، وتطالب الصين بإعلانات بأن واردات المواد الغذائية خالية من الفيروسات.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي السابقة لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم إن هناك اتجاها "مقلقا" نحو الحمائية في العالم وعودة ظهور صراعات تجارية أوقفتها الأزمة الصحية لفترة وجيزة.
وأضافت في ندوة يوم الأربعاء "على صعيد التجارة يجب أن نقلق".
التجارة العالمية بين نارين
بدورها، كانت منظمة التجارة العالمية قد أفادت الثلاثاء الماضي، أن من المتوقع أن تسجل التجارة العالمية في السلع تراجعا قياسيا هذا العام وأن القيود الأوسع قد تحول دون حدوث التعافي في عام 2021.
وخلال الأسبوعين الماضيين، انسحبت الولايات المتحدة من مفاوضات مع الدول الأوروبية بشأن ضريبة على الشركات الرقمية وتعهدت "بإعادة ضبط واسعة" لمجموعة الرسوم الجمركية المتفق عليها مع شركائها في منظمة التجارة العالمية.
كما هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على مجموعة جديدة من المنتجات الأوروبية، بما في ذلك الزيتون الطازج ومنتجات المخابز ومشروبات كحولية، لمواصلة الضغط في نزاع قائم منذ 16 عاما بشأن دعم صناعة الطائرات.
الخطاب السائد مقابل الواقع
ويسبق الخطاب السياسي الواقع إلى حد ما. فقد نما حجم تجارة الصين مع الولايات المتحدة في أبريل نيسان بعد تقلصات ارتبطت بتفشي كوفيد-19، وقال مسؤولون أميركيون إن الصين ملتزمة بشراء المزيد من السلع الأميركية بما يتماشى مع اتفاق المرحلة الأولى.
واجتمع زعماء صينيون مع قادة بالاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي عبر الإنترنت على الرغم من أن بروكسل طلبت من الصين أن تفي بوعدها السماح بدرجة أكبر للشركات الأوروبية بدخول السوق الصيني وانتقدت إجراءاتها فيما يتعلق بفيروس كورونا وهونغ كونغ.
وعرضت الصين تعاونا أعمق بشأن كوفيد-19 وحثت الاتحاد الأوروبي على تخفيف ضوابط التصدير. وقالت بكين يوم الأربعاء إنها ستفتح سبعة قطاعات أخرى أمام المستثمرين الأجانب.
وتواصل بكين وبروكسل الاتصالات مع واشنطن، وتحقق بعض التقدم في محادثات محدودة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول معايير الغذاء والتعاون التكنولوجي.
ويقول مسؤولون إن كبار مسؤولي التجارة بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يعقدون محادثات كل 3 أسابيع. كما التقى كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جي تشي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في هاواي يوم الأربعاء، ومع ذلك فقد كرر ترمب تهديده بقطع العلاقات مع بكين في اليوم التالي.
بالمقلب الآخر، أظهرت أرقام أميركية عجزا تجاريا مع الاتحاد الأوروبي في السلع والخدمات بقيمة 109 مليارات دولار في عام 2018.