لم يكن يعلم أنها تكن له كل هذا البغض والكراهية ولم يتوقع أن يأتي يوما وتعترف له عن ما تحتفظ به بداخلها من صور سوداء له ولا لون لها.
لم تكن تعلم كم يحبها وأنه يحب نفسه وهو يحبها ويحب كيف بحبها واعتقد أنها تبادله هذا الحب بذات المقدار . فهو من حاول تحقيق أحلامها وجعل ما استطاع من أحلامها حقيقة ، حاول وحاول .. وبذل كل ما يستطيع وكان سعيدا كلما تقدم خطوة بطريق تحقيق حلم من أحلامها. ذهب وعاد، حارب ، قاتل ، وتحدى حتى من لا تحتمل تحديه جذور شجرة تين عاشت مئات السنين وهمه الوحيد أن يحقق جزءا مِن حلم مَن عشق مِن بين البشر.
لم يكن يريد إيذاءها ولا حتى أن يلمس ذرة تراب علق بطرف ثوبها المطرز الجميل. ولكنها ذهبت به بعيدا .. ذهبت حيث يريد الآخرين ، ولم تحاول حتى للحظة أن تجتمع به في عليين، وهي تعلم أن حلمه أن يجتمعا معا هناك مع الشهداء والصديقين.
لم بكن يعلم أن نطفة ماء من قارورة حاول فتحها رُشقت منه بإتجاهها لتخفض صوتها ، وهو يفتحها ليسقي منها وحيده رشفة بعدما أصيب برعشة بسببها وأراد أن يرسل إنذارا بأن هذه الأفعال الغير مسؤولة قدد تتسبب بفناء بلد وقد تذوب جبالا ويذهب ملح البحر وقد يتبخر حتى ماؤه.
ولكنها آثرت أن تتجه لقبلة الواحد الأحد وتدعوه بما لم يرضىٰ رسوله أن يدعوه به ، نست أحلامها وكيف حاول تحقيقها وتذكرت فقط أن تدعو الله بأن لا يوفقه .
وهنا علم كيف انها تكرهه