كتب رئيس التحرير: لم تمُر القضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1948 وحتى الآن بظروف أصعب مما تمُر به الآن، ولا واقع معقد كالواقع المُعاش حالياً، حتى أن الخطر بات يهدد الوجود الفلسطيني برمته، في ظل واقع داخلي مفتت وجسم فلسطيني مُقسم ومجزأ، فشلت معظم محاولات إنهائه.
تعرضت الضفة الغربية لإجتياحات وإغتيالات ومواجهات، و تعرض قطاع غزة لأكثر من أربعة حروب سقط فيها أطفال وشباب وشيوخ ونساء، عبر مجازر أرتكبت على عين العالم الذي لم يتحرك ساكناً، وعلى عين الفصيلين البارزين في الساحة الفلسطينية (فتح وحماس) اللتين لم تحركهما هذه المجازر صوب إنهاء الانقسام.
جاء المؤتمر الصحفي بين جبريل الرجوب وصالح العاروري بشكل مفاجئ، تحدثوا فيه عن دفن الماضي والاتفاق بين حركة فتح وحركة حماس على مواجهة التحديات الحالية وهي صفقة القرن وقرار الضم والحصار المالي والاقتصادي للضفة الغربية وقطاع غزة، وتآمُر وتخاذل عربي من المحيط إلى الخليج وحتى الغطاء المالي تخاذلوا به ولم يوافقوا على دعم فلسطين أو حتى منحها قرضاً، وواقع دولي منحاز للطرف الأمريكي الاسرائيلي بإلاضافة لجائحة كورونا في ظل وضع إقتصادي مدمر وقطاع صحي هش ضعيف.
لاقى هذا المؤتمر ترحيباً شعبياً عارماً داخلياً وخارجياً، وبقيت الأنظار نحو الخطوات اللاحقة.
أعلنت الحركتان فتح وحماس عن مهرجان مشترك ضد قرار الضم في قطاع غزة يتحدث فيه الرئيس أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، وبعض الزعماء الدوليين.
الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في حالة ترقب وتعطش أن يحمل الخطابان إنتهاء حقبة سوداء في تاريخه، فهل فعلا سيكون الخطاب فيه طموحات وتطلعات شعبنا من الإعلان عن التوقيع على وثيقة شرف يُحرم الاقتتال والدم الفلسطيني الفلسطيني ويكون الفيصل بين الحوار والانتخابات واحترام الحريات والإفراج عن المعتقلين في الضفة وغزة ومنع الإعتقال على الانتماء السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل أطياف الشعب الفلسطيني قادرة على معالجة كل القضايا الداخلية وتحظى بالإحترام العربي والدولي وِفق برنامج سياسي قابل للتنفيذ تحدد فيه الرؤية الوطنية والموقف الموحد من الإحتلال وتحديد آلية واشكال النضال في هذه المرحلة؟
تبديل أماكن الحوار بين فتح وحماس من مكة للمدينة ثم القاهرة وصولًا لموسكو فشلت فشلاً ذريعاً ولم تثمر عن أي نتيجة، فهل تغيير الأحصنة المتحاورة من عزام لجبريل ومن أبو مرزوق للعاروري سينجح في ردم الهوة بين الطرفين؟ أم سيبقى اتفاق مرحلي لمواجهة تحديات خطيرة ؟
حماس المحاصرة جغرافيا وسياسيا وماليا تحتاج لمنظمة التحرير التي لها حضور دولي وقانوني عالمي، وكذلك منظمة التحرير تحتاج لحماس كجزء من المنظمة وتوحيد الموقف السياسي لمخاطبة العالم دون استخدام الانقسام من قبلهم ذريعة للتنصل من دورهم القانوني والدولي وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة.
إسرائيل أبدت تخوفات من وحدة الموقف الفلسطيني وهاجمت ذلك داخلياً ودولياً وآخرها التعليقات على تصريحات بعض القيادات الفلسطينية المقربة من الرئاسة التي قالت إن حماس أخوتنا ونحن واخوتنا ضد عدونا "انا وابن عمي على الغريب"، وعلقت الصحف الإسرائيلية أن الطرفين فتح وحماس اتفقتا على مواجهتنا، فهل سينجح الطرفين في زيادة الخوف الاسرائيلي من خلال تجسيد الوحدة الشاملة بحيث ينجح تبديل الأحصنة وحساسية الحالة الفلسطينية في تحويل المعوقات إلى فرص نحو التحرر والاستقلال، ام تكون الجهود كمن يطحن في الماء ويقفز في الهواء، ويزيد الشعب بلاء أخطر من الاحتلال والوباء؟