رام الله - صدى نيوز - شنت السلطات السعودية حملة أمنية في المنطقة الشرقية في السعودية، قامت خلالها بهدم عشرات المباني في بلدة العوامية، وأسفرت عن تهجير آلاف السكان.

وتذرعت أجهزة الأمن السعودية، منذ نحو 3 شهور، بملاحقة "مسلحين شيعة" شنوا هجمات ضد الشرطة في العوامية التي يسكنها نحو 30 ألفا، وكانت مركزا للاحتجاجات.

وأكدت تقارير صحافية أن الحي القديم في العوامية تحول إلى ساحة حرب، كما ظهرت هياكل المركبات المدمرة قرب منازل مهجورة امتلأت جدرانها بالفتحات والثقوب نتيجة القذائف والرصاص.

وكان القتال قد احتدم خلال الشهر الجاري عندما انضمت قوات خاصة للعملية التي بدأتها السلطات في أيار/مايو لهدم الحي القديم المعروف باسم المسورة لمنع المسلحين من استخدام أزقته للإفلات من الملاحقة.

ولم تنشر أرقام الخسائر لكن مندوبا من وزارة الداخلية قال إن ثمانية من فرقة الرد السريع في الشرطة وأربعة من جنود القوات الخاصة قتلوا منذ بدء الحملة الأخيرة. ويقول سكان إن تسعة مدنيين قتلوا في أعمال عنف في الأسبوع الأخير.

ويقدر سكان أن زهاء 20 ألف شخص لاذوا بالفرار أو جرى إجلاؤهم إلى بلدات وقرى أكثر أمنا بمناطق مجاورة.

وقال نشطاء إن خمسة من المقاتلين و23 مدنيا قتلوا في الاشتباكات. وتوفي طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام يوم الأربعاء أصابته رصاصة أطلقتها مركبة وهو داخل سيارة أسرته في العوامية في حزيران/ يونيو.

وتقول السلطات إنها ستبني بدلا من المسورة حيا راقيا يتضمن مراكز تسوق ومباني إدارية ومساحات خضراء ونافورات مياه.

وقال وكيل أمين المنطقة الشرقية للتعمير والمشاريع، عصام عبد اللطيف الملا "تم إعلام جميع من في المنطقة أنه ستجري مراحل تطويرية لعدة مناطق في القطيف بدءا بحي المسورة في وسط العوامية وهو المرحلة الأولى".

ونفى المسؤول السعودي مخاوف أثارها خبراء في الأمم المتحدة في نيسان/ أبريل بأن هدم الحي الذي يعود إلى 400 عام يهدد التراث الثقافي للعوامية، وادعى أن غالبية السكان قبلوا المشروع.

وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء، جنود قوات الأمن وهم يحتفلون بما حققوه من تقدم.

لكن المعركة ربما لا تكون انتهت، وقد تؤجج الحملة الشعور بالاستياء بين الشيعة الذين يشتكون من التمييز، وهي اتهامات تنفيها سلطات المملكة.

ولا تزال صور لرجل الدين نمر النمر، الذي فجر إعدامه العام الماضي موجة احتجاجات أدت لقطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، معلقة في أنحاء البلدة.

وتواصل عشر جرافات العمل لهدم مزيد من المباني وجمع الأنقاض التي خلفتها الاشتباكات.