رام الله - صدى نيوز -  يُحافظ الفلسطيني عبد الله البشّيتي “62 عامًا”، على تقليد ورثه من والده، يتمثل بجني ثمار التين الشوكي، المعروف في قطاع غزة، باسم “الصبر”.

وتمثّل أشجار التين الشوكي، سورا محيطا بحقل زيتون يملكه البشيتي، في منطقة “معَن” الريفية، شرقي محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

ويقول إنه يعتني بمحصول “الصبر”، كما اعتنائه بأشجار الزيتون، رغم عدم حاجته للمياه مُطلقًا، كونه يعتمد فقط على مياه الأمطار، وهو واحد من النباتات المُعمرة التي تتحمل الجفاف والأجواء الحارة.

ويبدأ البشيتي سنويًا بقطف المحصول، نهاية يونيو/ حزيران، حتى نهاية أغسطس/ آب، بشكلٍ شبه يومي، وينقله للسوق المحلية في جنوبي القطاع للبيع، أسوة بغيره من الفلاحين.

ويخرج “البشيتي” مُستقلاً عربته التي تجرها دابة (حمار)، عند الساعة الخامسة والنصف صباحًا، متوجهًا لحقله الذي يبعد عنه بضعة كيلومترات عن منزله، مصطحبًا بعض العمال لمعاونته، في القطف الذي يتم عبر أداة خاصة تُسمى “طوّالة” عند الفلاحين.

ويقول البشيتي، بينما كان مُنهكًا في القطف، لمراسل الأناضول: “موسم (التين الشوكي) الصبر بالنسبة لنا موسم، كموسم قطف البلح والزيتون، وهي مواسم سنوية، تشتهر بها غزة، رغم تراجع المساحات المزروعة، نتيجة الزحف العمراني، والاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الشرقية للقطاع، التي تتركز بها زراعته”.

ويضيف: “زرع أجدادنا وآبائنا الصبر، وكان بمثابة الجدران التي تحمي الأرض من الحيوانات الضارة، والعبث بالمزروعات، كما أنه شكّل الحد الذي يفصل الأراضي عن بعضها البعض؛ وكان وما زال ثمرة الفلاح، التي يقطفونها سنويًا ويبيعونها”.

ويتابع الفلاح البشيتي: “يشتهي الكثير الصبر، فعندما ننزل به للسوق برفقة بقية الفلاحين، يتهافت التجار، والزبائن على شرائه”.

ويعود سر تفضيل الناس لتناوله، بسبب خلوه من أي مُبيدات أو أدوية، خلاف الفواكه الأخرى، فهو محصول بعلي، ومُعمر، ويُنتج كميات كبيرة، بحسب المزارع الفلسطيني.

ويوضح أن موسم القطف يستمر لشهرين، وأكثره يكون في شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب، بفعل ارتفاع درجة الحرارة، التي تساعد على نضوجه.

وأشار إلى أن طريقة قطفه، تتم عبر آلة مُصنعة محليًا خاصة يلتقط بها الثمر، الذي ينمو على ألواح الشجرة، والمسماة (أضلاع)، والتي تكون بعيدة لمسافة مترين على الأكثر.

وبعد قطفه، يتم تنظيفه من الشوك الدقيق، وتعبئته في صناديق للبيع.

ولا يكاد يخلو منزل في قطاع غزة من فاكهة التين الشوكي، فهي الثمرة حلوة المذاق، يفضلها الكثير من الفلسطينيين في فصل الصيف، كون سعرها في متناول الجميع.

وينتشر الباعة بكثرة في السوق المحلية وعلى الطرق الرئيسة ومفارق ومداخل المحافظات والبلدات والأحياء.

وينتمي التين الشوكي، لفصيلة “الصبار” وتنمو أشجاره في الأماكن الجافة، وهي مُعمرة، ولها قدرة على مقاومة الجفاف، نظرًا لسيقانها المليئة بالماء، والتي تعتبر طعامًا مُفضلاً للإبل في المناطق الصحراوية، برغم أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة.

وتتفاوت أسعار ثمار “الصبر”، من منطقة لأخرى، لكن متوسط ثمنه يبلغ 2.5 شيقل (0.6 دولار)، للكيلوغرام الواحد، وفق البائع محمد أبو معنية “20عامًا”، الذي تحدث لمراسل “الأناضول”.

ويشير أبو معنية، بينما كان يُساعد المُسن البشيتي، في تعبئة الصناديق بثمار الصبر، إلى أنه يشارك سنويًا في العمل بقطف الصبر الشاق “حسب وصفه”.

ولفت إلى أن هذه الفاكهة التي يرغبها الناس بكثرة، مُهددة بالانقراض، فسنويًا تتراجع المساحات، نتيجة الزحف العمراني، والاعتداءات الإسرائيلية.

وينوه إلى أن زراعة الصبر، تبقت فقط في المناطق الجنوبية من قطاع غزة، حيث تنتشر أشجاره حول حقول الزيتون والنخيل، ومنها ينقل إلى بقية مناطق القطاع.

 (الأناضول)