صدى نيوز -
كان الموقف المالي للرئيس دونالد ترامب مثاراً للجدل منذ ترشحه وفوزه قبل أربعة أعوام، ورفض ترامب الكشف عن تفاصيل ثروته حتى صدر حكم مؤخراً يجبره على ذلك واعترض، والأمر الآن أمام المحكمة العليا، لكن حكم المحكمة أجبر محاميه على تسليم مستندات بالفعل، ظهر منها أن ترامب حالياً عليه ديون تقدر بمليار و100 مليون دولار، فمن هم دائنوه؟
صحيفة The Financial Times البريطانية نشرت تقريراً بعنوان: "كل ديون الرئيس: لمن يدين دونالد ترامب بالمال؟"، تناول قصة ديون ترامب بالتفصيل ومتى يستحق سدادها وهل هي قروش شخصية أم قروش أعمال؟
هل تمثل ديون ترامب الشخصية مشكلة أمن قومي؟
جميع ديون دونالد ترامب تقريباً، التي لا تقل قيمتها عن 1.1 مليار دولار، وفقاً للبيانات الحكومية المالية وغيرها من الوثائق، مدعومة بعقارات، ويرتبط معظمها بعدد محدود من المباني وملاعب الغولف التي تشكل جوهر إمبراطورية ترامب التجارية. وحوالي 900 مليون دولار من هذا الدين سيكون مستحقاً في فترة ولاية ترامب الثانية، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويمكن تقسيم دائني الرئيس الأمريكي إلى خمس مجموعات:
1.ترامب يدين بمبلغ 447 مليون دولار ضمن شراكته مع Vornado Realty Trust، عن برجين في نيويورك وسان فرانسيسكو
يملك ترامب 30% من مبنى 1290 Avenue of the Americas في مدينة نيويورك ومبنى 555 California Street في سان فرانسيسكو، وهو ما يمنحه حصة تناسبية من الدين البالغ 1.5 مليار دولار على البرجين، والمستحق السداد على مدار العامين المقبلين. وهذا الدين مستحق على الشراكة، وليس ترامب نفسه، لكن تغيير قيمة الدين، أو أي تخلف عن الدفع، سيؤثر بشكل مباشر على قيمة أسهمه في البرجين. وقرض برج 1290 قدمه في البداية المصرف الألماني ومصرف UBS وغولدمان ساكس وبنك الصين المملوك للدولة، لكنهم باعوه منذ سنوات، وليس من الواضح الجهة الدائنة الآن. وليس من الواضح أيضاً صاحب قرض مبنى California Street. ورفضت شركة Vornado التعليق.
2. سوق السندات:
دُمج مبلغ 257 مليون دولار من القروض المأخوذة بضمان العديد من عقارات ترامب الشهيرة، إلى جانب مجموعة من القروض التي لا تخص ترامب، في أوراق مالية تجارية مدعومة بالرهن العقاري.
البنوك التي أصدرت هذه الرهون باعتها إلى أحد صناديق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، وأرفقتها بقروض أخرى وحولتها إلى سندات دين قابلة للتداول. وإذا عجز المقترضون عن السداد، تتدخل شركة خاصة لتحصيل الديون من المقترضين نيابة عن المقرضين لحمل المقترض على الدفع مرة أخرى أو تحجز الرهن. وهذه الشركات المسؤولة عن تحصيل الديون هي العامل الحاسم في حال تأخرت ممتلكات ترامب عن الوفاء بالتزاماتها.
3. ترامب مدين بمبلغ يصل إلى 340 مليون دولار للمصرف الألماني:
موّل المصرف الألماني، أكبر المصارف المقرضة لترامب، فنادقه في شيكاغو وواشنطن ومنتجع الغولف المملوك له في ميامي.
ووفقاً لإقرارات ترامب الضريبية، التي كشفت عنها صحيفة The New York Times، عانى منتجع ناشونال دورال في ميامي والفندق الدولي في واشنطن خسائر كبيرة. إذ بلغت خسائر منتجع دورال 162 مليون دولار بين عامي 2012 و2018، وخسر فندق واشنطن 55.5 مليون دولار بين عامي 2016، عند افتتاحه، و2018.
4. ما لا يقل عن 25 مليون دولار لأربعة بنوك صغيرة:
قيمة جميع هذه القروض تتراوح بين 5 و25 مليون دولار. ومعظمها غير مستحق في غضون السنوات الأربع القادمة: اثنان منها رهون عقارية على ممتلكات عائلة ترامب، في ضواحي نيويورك وبالم بيتش، بولاية فلوريدا؛ وآخران على ملاعب ترامب للغولف في نيوجيرسي وواشنطن العاصمة؛ وواحد مستحق هذا العام، على برج سكني في وسط مانهاتن.
5. دين بقيمة 50 مليون دولار أمريكي:
لصالح صندوق Chicago Unit Acquisition، بضمان فندق وبرج ترامب الدولي في شيكاغو، وهذا الدين يحيطه الغموض. فالصندوق شركة مملوكة لشركة DJT Holdings LLC- أي دونالد جيه ترامب. ويبدو في هذه الحالة أن ترامب مدين بالمال لنفسه. ورداً على سؤال طرحته صحيفة The New York Times عام 2016 عن هذا التخطيط غير الاعتيادي، قال ترامب: "كل ما في الأمر أنني أملك الرهن العقاري. الأمر بسيط جداً. أنا البنك".
لكنه المدين أيضاً، وهو ليس رهناً عقارياً عادياً؛ بل "قرض ناشئ"، بمعنى أنه لا يصبح مستحقاً إلا في ظل ظروف محددة، عادةً ما تكون ظرفاً ائتمانياً مثل انخفاض التصنيف الائتماني. وأشار البعض إلى أن هذا الترتيب يمكن أن يكون جزءاً من استراتيجية لتجنب الضرائب.