صدى نيوز: يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، قمة في بروكسل تبحث العلاقات مع تركيا، وسط مخاوف من فرض عقوبات على أنقرة، على خلفية أعمال التنقيب في المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط، التي تثير خاصة غضب اليونان.
وأفاد بيان أعده زعماء الاتحاد الأوروبي للموافقة عليه في قمتهم المقررة، اليوم الخميس، بأنّ الاتحاد سيفرض عقوبات على المزيد من الأتراك والشركات التركية المسؤولة عن أعمال التنقيب في شرق المتوسط.
وتنص مسوَّدة البيان، على أنّ الاتحاد "سيُعدّ قوائم إضافية" لقائمة العقوبات المعدة بالفعل منذ 2019، "وسيعمل على توسيع نطاقها إذا تطلب الأمر".
وما زالت المفاوضات بشأن البيان، الذي يقع في صفحتين، جارية. ووفقاً لتصريحات دبلوماسيين مطلعين على المناقشات، فإنّ اليونان وقبرص، اللتين تتهمان تركيا بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة الجرف القاري لكل منهما، تعتقدان أن العقوبات لا تصل إلى مدى كافٍ.
ويدرس زعماء الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سينفذون تهديدهم في أكتوبر/ تشرين الأول بفرض عقوبات على تركيا بسبب أعمال التنقيب قبالة قبرص واليونان.
وبعد اجتماعهم التحضيري للقمة، قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، إنّ تركيا أخفقت في المساعدة في حل خلاف مع اليونان وقبرص، العضوين في الاتحاد، على موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، لكنهم تركوا قرار فرض عقوبات على أنقرة لقمة الاتحاد الأوروبي المقررة اليوم الخميس.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تصريح صحافي عقب الاجتماع، إنّ الدبلوماسية أُوجدت لحل الخلافات سلماً عبر الحوار، وإن الاتحاد الأوروبي يحاول القيام بذلك مع تركيا.
أما وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، فقد شدد في تصريحات صحافية عقب الاجتماع، على ضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا.
وقال ماس: "نعتقد بضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا من حيث المبدأ". وأشار إلى أن جهود ألمانيا لم تفلح بعد في تحقيق توافق (مصالحة) بين اليونان وقبرص الرومية من جهة، وتركيا من جهة أخرى".
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يحصل إجماع بين أعضائه على كيفية الرد على تحركات تركيا شرقي المتوسط.
من جهته، قال مارتون غيونغيوسي، النائب المجري في البرلمان الأوروبي، إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستشهد تحولات إيجابية مهمة في المستقبل القريب.
وشدد على ضرورة أن يركز الجانبان على المجالات التي من شأنها تسهيل العلاقات وتحسينها.
ولفت إلى أن التطورات في شرق البحر المتوسط تُوتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة وبسرعة في هذا الصدد، بمشاركة أكبر من قبل المجتمع الدولي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد، أمس الأربعاء، أنّ أي عقوبات محتملة ضد تركيا قد تتخذها القمة الأوروبية، اليوم الخميس، "لا تعني أنقرة".
وقال، في مؤتمر صحافي عقده الرئيس التركي في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة أنقرة، قبيل توجهه في زيارة رسمية إلى أذربيجان، إنّ "أي عقوبات محتملة ستُتَّخَذ بحق تركيا في القمة الأوروبية المرتقبة الخميس لا تعني أنقرة".
وبخصوص تصريحات رئيس وزراء اليونان الأخيرة، قال الرئيس التركي: "في الواقع، هم من يتهربون من الحوار، لم يجلسوا إلى طاولة المفاوضات قَطّ". وتابع: "إذا تصرفت اليونان بصدق كدولة جارة، فإننا سنتمسك بدورنا بموقفنا المؤيد للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وقبله طالب وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي بأن يتمتع بالنزاهة خلال أداء دور الوسيط في الخلافات بين أنقرة وأثينا. وأكد جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري بيتر زيجارتو في العاصمة أنقرة، أنه لا يمكن حلّ المشاكل مع الاتحاد الأوروبي إلا بالحوار والدبلوماسية.
بدوره، قال الوزير المجري إن قسماً مهماً من أمن أوروبا بيد الأتراك، سواء أعجب ذلك الأوروبيين أو لم يعجبهم. وأضاف زيجارتو: "على الاتحاد الأوروبي أن يشكر تركيا التي تستضيف 4 ملايين مهاجر"، مبيناً أنّه لولا الدور التركي، لشهدت البلقان موجات هجرة غير نظامية لمئات الآلاف من الأفراد.