هي للأسف باتت شعارا يرفع مغلفا لخدمة مصالح تنظيمية وحزبية، ومع ذلك تظل المقاومة الشعبية على أرض الواقع أداة فعالة للتصدي لتمادي قطعان المستوطنين وعربدتهم ليل نهار واعتداءاتهم المتواصلة على أبناء شعبنا العزل  إن احسنا استخدامها، لا مجرد التغني بها كشعار.

في مسيرة وصور المقاومة الشعبية هناك لا شك شخصيات فلسطينية ومجموعات مناصرة دولية لها بصمات بترسيخ هذه الظاهرة، سواء كانت لمقاومة الاستيطان أم لمواجهة الحواجز العسكرية والجدار  الشهيدة راشيل خوري والشهيد زياد ابو عين  وغيرهم ممن رحلوا معانقين تراب بلدهم ومتحدين غول الاستيطان وجنازير جرافات الاحتلال الغازية .

الطفلان دوابشة وابوخضير وبعدهم ابراهيم ابو يعقوب وعبدالفتاح عبيات وقائمة الأسماء تطول ... حرق البيوت والمساجد وحظائر الأبقار والأغنام واقتلاع الأشجار وسرقة الممتلكات وحدث ولا حرج .

 عزمي الشيوخي وجميل البرغوثي وباسم التميمي وغسان دغلس واخوتهم ورفاقهم في لجان المقاومة الشعبية شخصيات فلسطينية لها صدى بهكذا نوع من المقاومة؛ كوادر وشيوخ جليلة ما زالت تقاوم بنفس الشباب؛ عهد التميمي نموذج طفولي فلسطيني ؛ طفلة قروية شقراء بمواصفات غربية اجتاحت العالم بصورة عفوية وهي تقاوم جنديا محتلا مدججا بالسلاح، خيري حنون المناضل القومي الاسير العتيق الحديث ؛ الصاعق الأخير بمنظمة الصاعقة يرتدي زي التراث الفلسطيني لوالده العنبتاوي ويحتضن علم بلاده يجوب به شمال البلاد وجنوبها ؛ شرقها وغربها ليثبت للقاصي والداني انه جذع الزيتون الذي لم ولن يقلع  .

جهاد رمضان ، كادر الشبيبة الطلابية ومدير عام هيئة الشؤون المدنية وامين سر حركة فتح / اقليم نابلس، المتواجد يوميا في ساحات المواجهة ، مراد اشتيوي وسهيل سلمان وعبدالله ابو رحمه والاب يوليو والوزير وليد عساف وعضو مركزية فتح ابو جهاد العالول ونصر ابو جيش وخالد صالح وواصل ابو يوسف وغيرهم كثيرون آخرهم شيخ دير جرير فك الله أسره .

المقاومة الشعبية تؤرق الاحتلال وتحرجه، وتسلط الضوء على قضية شعبنا وبخاصة فيما يتعلق  ياعتداءات المستوطنين التي تضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والإنسانية، ولهذا فإننا مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لدعم هذا النموذج من المقاومة، ليس فقط لأنه أنجع إعلاميا وأكثر قدرة على استقطاب الرأي العام العالمي، بل لأنه أقل كلفة في ظل المعادلة الدولية والأقليمية القائمة، ولهذا لا بد من تشكيل أطر ناظمة لهذا العمل المقاوم بعيدا عن الحزبية والمصالح الضيقة، آن الأوان للتوحد شعبيا متجاوزين خلافاتنا الداخلية، فلتتقدم المقاومة الشعبية المشهد لتضم الجميع تحت علم فلسطين، بعيدا عن الرايات المتلونة التي تعبر عن مصالح حزبية ضيقة.