لم يكشف الكادر العامل في القطاع الصحي ظهرَ الشعب في الحرب ضد فيروس كورونا، لم ينزلوا عن الجبلِ للملمة الغنائم، ظلوا متمرسين في مواقعهم من بداية المعركة وحتى اليوم، لكنهم ظلوّا وحيدين! أو ربُما كُشفت ظهورُهم!
كما يحتاجُ المريضُ لدفعةٍ نفسية حتى يظل جهازه المناعي قوياً وليتجاز مرضه، كذلك يحتاج الكادر العامل في القطاع الصحي، فهو يُحبط وينهار وينكسر بالتنمر والهجوم على قطاع الصحة الذي رغم كل ما قد يقال عنه إلا أنه صمد في ظل جائحة عاتية.
الرماةُ لم ينزلوا عن الجبل، لم يخلعوا رداءهم الأبيض، لم يستسلموا، إنهم يقاتلون بعد سنة كاملة بنفس الروح التي بدأوا فيها، يتركون منازلهم وأطفالهم ليحموا منازل وأطفال غيرهم من الوباء.
القطاع الصحي ليس جيشاً، إنه كتيبة النخبة، أو قل كتيبة الاقتحام في الجيش الذي يقاتل كورونا، إنه الكتيبة الخاصة البيضاء.
الرماةُ لم ينزلوا عن الجبل، لكهم يحتاجون لإسناد من بقية الجيش، يحتاجون لبقية الكتائب كي تتظافر الجهود وننتصر في حربنا ضد الوباء!
الرُّماة لم ينزلوا عن الجبل، لكن الهاربين من الحرب كثُر، هم نفسهم من يعيبون على الرُّماةِ بقاءهم في أماكنهم وتمترسهم على رأس الجبل!
الرُّماةُ لم ينزلوا عن الجبل، هم يحتاجون لكل كلمة توجههم وتكشف لهم نقاط الضعف، يريدون قلباً معهم، ولساناً خالياً من السم، وقلماً غير مأجور.