صدى نيوز - الانتخابات الاسرائيلية دوما كان فيها الملف الفلسطيني المحور الرئيسي الموجه للصوت الانتخابي الاسرائيلي، تيار استمرار الاحتلال والتوسع والاستيطان وتيار يطرح فكرة السلام، وحتى قديما رجال السلام لديهم ارتكبوا مجازر وكان كلامهم يختلف عن افعالهم  فلم يكن لديهم ايمان حقيقي بالسلام بل وسيلة للخداع والية اخرى لتنفيذ نفس الاجندات الصهيونية، دولة الاحتلال كانت منقسمة نصفين بين حزب العمل والليكود واحزاب هنا وهناك باصوات لا تاثير لها وتشكيل حكومة بلون واضح وبرنامج محدد كانت سهلة المنال.

تشكيل الحكومة الاسرائيلية وفق نتائج شبه النهائية مستحيلة وفِي حال تمت سيكون حتى برامجها الداخلية هجين ومعظم بنوده قنابل موقوته تنفجر بين اعضاءها او تشعل الشارع الاسرائيلي.

فلسطينا اصبحت النتيجة واضحة تماما ان اسرائيل كاملة انتخبت وجهين لعملة واحدة يجمعها رفض اوسلو وخطة لاعدام حل الدولتين وقتل عملية السلام، و ايضا لم يَعُد هناك فرق لديهم بين يميني متطرف (نتنياهو) ويميني متطرف اخر (لبيد) حيث التنافس الان بين هؤلاء، ولا وجود لمؤيد لحل الدولتين باستثناء حزب العمل وحزب ميرتس اي ان بين 120 مقعداً لا يوجد سوى عشرة نواب يؤيدون المفاوضات بين الفلسطينين والاسرائيلين نحو حل الدولتين بشروطهم وليس وفق القرارات الدولية، بوضوح اسرائيل بغالبيتها تتنكر للحقوق الفلسطينية وسوف تكون السياسات الاسرائيلية القادمة بين قتل الفلسطينين رميا بالرصاص او ذبحا بالسيوف فكل من ربحو مؤخراً مجرمي حرب.

نتنياهو الان قيصر اسرائيل بامتياز اصبح متقدما على الجميع بثلاثون مقعدا مقابل 17 مقعد ل "يش عتيد "الحزب الثاني بعد الليكود وحتى الحزب الثالث شاس 9 مقاعد اي ان الفروق كبيرة جدا لصالح الليكود بزعامة نتنياهو و قد تابع الجميع كيف استطاع نتنياهو اللعب بكل المعطيات على الساحة الاسرائيلية لصالحه فقد فتت تحالف حزب "كحول لافان" وانهى وجود المنافس غانتس عن طريق تشكيل الحكومة ثم انهى القائمة المشتركة بتحالفه مع منصور عباس، و استفاد من تكرار الانتخابات للمرة الرابعة بالتهرب من محاكمته بملفات الفساد بحيث بقي على راس الحكومة وليس غريبا ان يذهب لانتخابات خامسة وسادسة وسابعة بكل قوة وخاصة انه لا يملك الان بتحالفه سوى 59 مقعدا وبذلك لا يستطيع تشكيل حكومة  الا بتحالفه (المستحيل علنا) مع منصور عباس حيث لن يقبل اي نائب اسرائيلي تشكيل الحكومة بمشاركة اصوات نواب عرب.

فلسطينيا لا امل مع الحكومة الاسرائيلية القادمة باستمرار عملية السلام  بل الترقب بموعد الهجوم وموعد الحرب و بنوع الهجوم الاسرائيلي على السلطة الوطنية وخاصة بعد توجه الاخيرة لمحكمة الجنايات لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيلين والذي اغضب جميع الاحزاب الاسرائيلية، وكذلك استهداف وحدة الضفة الغربية وغزة من خلال وضع العراقيل للانتخابات الفلسطينية سواء بمنع سكان القدس من المشاركة في الانتخابات او شن حرب على غزة وتكثيف الاستيطان والحصار المالي والاقتصادي بل تصل لاعتقال القيادات الوطنية وخاصة المرشحين ومنع تحركاتهم بما يشمل الرئيس ابو مازن.

منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة  اصبح "بيضة القبان" لمن يسعى لتشكيل حكومة اسرائيل، لكن هذه القائمة لا لون لها  فقد وصفت الاسرى بالارهابين و الحرب على غزة مواجهة للارهاب وقال منصور  لا مشاكل مع اي حزب اسرائيلي وقلوبنا وعقولنا مفتوحة لمن يقدم لنا خدمات داخلية وبالتالي الملف الفلسطيني غائب عنهم بل يقفوا ضده وبالتحديد في خندق نتنياهو.

المطلوب وطنيا وشعبيا دعوة الشعب الفلسطيني لرص الصفوف والوحدة وانجاز انتخابات حرة ونزيهة يشهد لها العالم دون انقلابات وخلافات جديدة لمواجهة الغول الاسرائيلي القادم فغزة و رام الله تحت نار اليمن، ولا وجود لطرف اسرائيلي يسعى للسلام او يُؤْمِن بوجود فلسطيني حي على هذه الارض وهذا الواقع لن تعالجه انتخابات اسرائيلية خامسة او سادسة وحتى لو حصلت فإن الفائز اما نتنياهو او "ابو يائير" وفِي ابعد تقدير شخص اخر من آكلي لحوم الشعب الفلسطيني ومجرمي الحرب ممن ابدعوا في ارتكاب المجاز والاعدامات الميدانية وحصار شعبنا.

رابع انتخابات اسرائيلية وقد نشهد الخامسة لكن الواضع غير القابل للتأويل ان كل الاصوات في اسرائيل يمينية متطرفة تحمل فكر نتنياهو او ما هو اخطر من نتنياهو والنتيجة الحتمية للفلسطينين ان جميع قادة اسرائيل الان صهيونيون "اولاد تسعة" متشابهون في التطرف يحفظون برتوكولات حكماء صهيون عن ظهر قلب، وعليهم اي الفلسطينين استمرار التحدي والمواجهة والوحدة فالهدف لقادة الاحتلال المنتخبين و المصوتين  جميعا محو فلسطين عن خريطة العالم.