كتب أندريه فاغونوف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تكرار الصين مسار الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية في استكشاف الفضاء، وخطوة إضافية ما زالت مجهولة.
وجاء في المقال: في السابع عشر من يونيو الجاري، أطلقت الصين مركبة الفضاء شنتشو 12 وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الصينية القائم إنشاؤها.
سوف يحتاج استكمال بناء المحطة إلى 11 عملية إطلاق من الأرض وما يربو على عام من الزمن. وسوف تكون محطة "تيانغونغ" ("القصر السماوي") أصغر بعدة مرات من محطة الفضاء الدولية (ISS) وهي مصممة لاستقبال ثلاثة رواد على أساس دائم.
ما حاجة الصين إلى هذا "القصر"؟
يمكن مقارنة امتلاك محطة وطنية خاصة مأهولة في مدار الأرض بالانضمام إلى نادي القوى النووية. وهو عنصر ضروري في التعريف الذاتي للدولة كقوة عظمى. الآن، يمكن القول إن الصين لديها هذا العنصر، وقد تم إدخاله في فكرة تشكيل الدولة.
وليس من قبيل المصادفة أن تؤكد إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) استعدادها للمشاركة في برامج الفضاء الدولية باستخدام "القصر السماوي"، على أن يحدد الجانب الصيني شروط هذه المشاركة.
وهنا، يجري غزل المنطق السياسي الصيني بعناية فائقة مع منطق تطوير التكنولوجيا. يدركون في الصين، طبعا، أنهم لن يكونوا قادرين على خلق شيء جديد جوهري في أبحاث الفضاء. بل سوف يتعين على الصينيين أن يسيروا على طول الطريق الذي عبره الاتحاد السوفييتي وروسيا والولايات المتحدة من قبلهم، ويكرروا خطوات من سبقهم العلمية والتكنولوجية، دون استثناء. وهم يقومون بهذه الخطوات بثقة وبسرعة. سوف يستغرق الأمر من 10 إلى 15 عاما، وسوف تحصل الصين على الخبرة والمعرفة التكنولوجية ذاتها. وبعد ذلك سوف نرى إلى أين سيمضون، أبعد فأبعد...
أما بعد، فعلى المدى المتوسط، قد يصبح "القصر السماوي" الصيني نقطة الارتكاز الوحيدة لأبناء الأرض في المدار. فمن المستبعد أن تستمر محطة الفضاء الدولية في الوجود بعد العام 2028. وهذا آخر موعد، وفقا لوكالة ناسا. فيما يخطط الجانب الروسي للتخلي عن المشاركة في مشروع محطة الفضاء الدولية بحلول العام 2025.