صدى نيوز - قامت مجموعة من الخبراء البريطانيين بإجراء دراسة حول علاقة تناول النساء لحبوب منع الحمل بالإصابة بالعمى.

وافترضت الدراسة أن "النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل الهرمونية هن أكثر عرضة للإصابة بالعمى"، وفقا لما نشرته صحيفة "ذي صان" البريطانية.

وحذر الخبراء من إصابة العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ بالتلف نتيجة تناول هذه الحبوب المانعة للحمل، وتوصلول لذلك عبر تجارب سريرية إلكترونية أجريت على عينة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 سنة و45 سنة من عام 2008 وحتى 2018.

وتضمنت العينة معلومات لأكثر من 5 ملايين امرأة، كما تضمنت بيانات لـ 2366 امرأة مصابة بمرض الجلوكوما (المياه الزرقاء) و9464 حالة من الأشخاص الخاضعين للمراقبة.

مرض الجلوكوما:

يعتبر مرض الجلوكوما أو كما يعرف بالمياه الزرقاء السبب الرئيسي الثاني للعمى في جميع أنحاء العالم، وإذا لم يتم علاجه فإنه يمكن أن يؤدي إلى العمى.

ويمكن أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا عند البالغين وخاصة لدى الفئات التي تراوح أعمارهم بين 70 و80 من العمر.

أعراض مرض الجلوكوما:

-ألم شديد في العين.

-استفراغ و غثيان.

-احمرار العين.

-صداع.

-حساسية حول العينين.

-رؤية الحلقات حول الأضواء.

-عدم وضوح الرؤية.

هل حبوب منع الحمل تشكل خطرا على العين؟

ووفقا للخبراء القائمين على هذه الدراسة فإن الخطر المرتفع لم يلاحظ لدى النساء اللاتي استخدمن الحبوب في الماضي.

وأشار الخبراء إلى أن "النساء اللاتي يستخدمن أكثر من أربع وصفات طبية لوسائل منع الحمل خلال العامين الماضيين هن أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما من تلك اللاتي استخدمن وصفة أو وصفتين".
وأكثر النساء اللاتي يستعملن حبوب منع الحمل يواجهن خطر الإصابة بالجلوكوما أكثر من الإصابة بضعف البصر.

وحسب ماهيار إيتمينان، دكتور في الصيدلة في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، فإن "أي امرأة تعاني من مشاكل يجب أن تسعى للحصول على رعاية طبية، ويجب على أولاء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل ويعانين من تغيرات بصرية فحص هذه الأعراض من قبل طبيب العيون".

ومن جانبه، قال البروفيسور، كيفين ماكونواي، الأستاذ الفخري للإحصاء التطبيقي بالجامعة المفتوحة، إن "خطر الإصابة بالجلوكوما لدى النساء مثل اللائي في هذه الدراسة منخفض".
وأوضح بأنه "على مدار عامين في المتوسط ​​من فترة المتابعة، تم تشخيص حالة الجلوكوما بحوالي خمس نساء فقط من بين كل عشرة آلاف في الدراسة".

وللتحقق من تأثير استخدام موانع الحمل الهرمونية على هذا الخطر المنخفض، افترض الباحثون مؤقتًا أن زيادة خطر الإصابة بالجلوكوما لدى النساء اللاتي استخدمن موانع الحمل الهرمونية ناتجة تماما عن موانع الحمل".

وقال البروفيسور ماكونواي "إن هذا "افتراض قوي" وقال إن الدراسة غير قادرة على تحديد أي سبب للتأثير".
كجزء من الدراسة ، قدر الباحثون "أن 2.6 % من حالات الجلوكوما كان من الممكن الوقاية منها إذا تم التخلص من موانع الحمل الهرمونية".

ومن جانب آخر، سلطت الدكتورة سارة هاردمان، مديرة وحدة الفعالية السريرية بكلية الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية ببريطانيا، الضوء أيضا على أن الدراسة كانت "صغيرة جدًا" لتكوين صورة كاملة عما إذا كانت حبوب منع الحمل تؤدي إلى فقدان البصر أم لا.

وقالت: "في دراسة شملت عينة من 5 ملايين امرأة، لوحظ 2366 حالة من حالات الجلوكوما فقط، وهذا هو أقل من 0.05% من مجموع العينة".
وأضافت: "هذا يعني أنه حتى لو تضاعف الخطر باستخدام موانع الحمل الهرمونية، فإن فرص إصابة الفرد بالمياه الزرقاء ستظل ضئيلة للغاية".

وتابعت: "أي زيادة طفيفة في مخاطر الجلوكوما يجب موازنتها مقابل الفائدة المهمة جدًا لتحقيق وسائل منع الحمل الفعالة لتجنب الحمل غير المخطط له والفوائد غير المانعة للحمل مثل إدارة نزيف الحيض الغزير".