صدى نيوز - عندما تشرب الكثير من الماء، لا تستطيع الكليتان التخلص من الماء الزائد، ويصبح محتوى الصوديوم في دمك مخففا، وهذا ما يسمى نقص صوديوم الدم Hyponatremia ويمكن أن يهدد الحياة، وذلك وفقا لمايوكلينيك.
قد يقود شرب الكثير من الماء إلى تسمم الماء water intoxication، وفيه يحدث اضطراب في وظيفة الدماغ بسبب شرب الكثير من الماء.
ويمكن للإفراط في شرب الماء أن يكون خطيرا، إذ يمكن أن يؤثر على توازن "الكهارل/الإلكتروليتات" (هي المعادن والأملاح الموجودة في الجسم، والتي لها شحنة كهربائية، وتوجد في الدم والبول والأنسجة وسوائل الجسم الأخرى، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة) مما يؤدي إلى نقص الصوديوم بالدم والذي قد يقود إلى:
الضعف
الارتباك
الغثيان
القيء
الموت في الحالات الشديدة
ويحدث نقص صوديوم الدم الحاد عند شرب الكثير من الماء، أكثر مما يمكن للكلية أن تفرزه. ويبلغ معدل إفراز الماء للبالغين الأصحاء حوالي 20 لترا في اليوم ولا يتجاوز 800-1000 ملليلتر في الساعة. وبالتالي، فإنها أقصى كمية من الماء يمكن أن يشربها الشخص الذي لديه وظائف كلى طبيعية، لتجنب أعراض نقص صوديوم الدم، وفقا لدراسة نشرت في مجلة حوليات أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي لدى الأطفال Annals of Pediatric Endocrinology & Metabolism.
يجب ألا ننسى أن الشخص ينام متوسط 8 ساعات يوميا، لذلك لن يمكنه شرب الماء خلالها، لذلك فعليا قد يكون الحد الأقصى لشرب الماء يوميا هو 12 لترا، شرط توزيعها على هذه الساعات.
على صعيد آخر، يقول البروفيسور ستيفان بورتي، أستاذ أمراض الكلى بجامعة إيكس في مرسيليا –في تقرير بصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية للكاتبة سيسيل تيبرت– إنه يمكنك شرب ما يصل إلى 10 لترات ماء يوميا دون أن يمثل ذلك مشكلة. مع ذلك، توجد استثناءات حيث أن بعض أمراض القلب أو الكلى التي تؤدي لتراكم الماء بالجسم تتطلب عدم تجاوز كمية معينة يحددها الطبيب.
خلاصة الأمر أن احتياجات الماء تختلف بناء على الشخص: عمره ووزنه ونشاطه وصحته. وعموما يمكن شرب 10 ليترات ماء يوميا لمن يتمتع بصحة جديدة ولا يعاني من مشاكل صحية أو مشاكل في الكلى. وعلى جميع الأحوال استشر طبيبك حول الكمية اللازمة لك من الماء يوميا.
شرب كثير من الماء
شرح البروفيسور بورتي أن "الكثير من الناس يعتقدون أنهم حين يشربون الكثير من الماء سيطهّرون أجسامهم. في المقابل، لا يغير ذلك من حالتهم الصحية. وعندما تشرب الكثير من الماء الذي لا يكون جسمك في حاجة إليه، ستتخلص منها عن طريق التبول".
ومن الخاطئ شرب كميات كبيرة من الماء دون تناول الطعام. بهذا السياق، أكّد بورتي أن الإنسان "يفقد الماء يوميّا سواء عن طريق التعرق أو التنفس أو التبول. ويعدّ من الضروري تناول الطعام للتعويض عن هذه الخسائر نظرا لأنه يحتوي على الكثير من الأملاح". وفي الواقع، يوازن الجسم باستمرار بين كمية الماء والأملاح المعدنية.
وقال تقرير لوفيغارو إنه لن يحميك إجبار نفسك على شرب الكثير من الماء من الإصابة بالمرض، كما أنه لا يساعدك على إبطاء المرض.
وبحسب ما أظهرته دراسة عشوائية نُشرت سنة 2018، طلب الأطباء من 631 شخصا يعانون من مرض الكلى المزمن أن يشربوا كميات أكثر بكثير من المعتاد لمدة سنة، في حين طُلب من 150 مريضا آخر الاستمرار في تناول الماء بشكل طبيعي. وقد استنتج الباحثون أن المجموعة التي تناولت الماء بكثرة لم تشهد أيّة تحسن أو تباطؤ في مسار مرض الكلى لديهم.
كم الكمية الموصى بها؟
وفقا لمايوكلينيك، فإن مقدار السوائل الذي يحتاجه البالغ العادي المتمتع بصحة جيدة ويعيش في مناخ معتدل، وفقا للأكاديميات الوطنية الأميركية للعلوم والهندسة والطب هي:
حوالي 15.5 كوبا (3.7 لترات) من السوائل يوميا للرجال
حوالي 11.5 كوبا (2.7 لتر) من السوائل يوميا للنساء
وتغطي هذه التوصيات السوائل من الماء والمشروبات الأخرى والأطعمة. حوالي 20% من استهلاك السوائل اليومي يأتي عادة من الأطعمة، والباقي من المشروبات.