صدى نيوز - قام سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي اليوم  بزيارة بلدية ديستومو اراخوفا حيث كان في استقباله رئيس البلدية يانيس ستاثاس واعضاء من المجلس ،  جرى بعدها لقاء تبادل فيه الطرفان الحديث عن أهمية التضامن الشعبي اليوناني مع فلسطين وكفاح شعبها ضد استمرار جريمة الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي ودور البلديات اليونانية في هذا الخصوص .
  بعد اللقاء توجه السفير طوباسي برفقة نائب رئيس البلدية وكادر من السفارة سوياً لوضع اكليل من  الورود البيضاء والكوفية الفلسطينية باسم الشعب الفلسطيني على ضريح شهداء مجازر النازية في تلك المنطقة التي ذَبحَ النازيون خلال ليلة واحدة فيها بشكل بشع  ٢٢٨ رجلا وامرأة وطفل قبل ٧٧ عاما  ، من السكان اليونان الأرثوذكس خلال الاحتلال الألماني. 
وبعدها توجه الوفد لزيارة متحف الذاكرة  الذي ما زالوا يحتفظون فية بالعديد من ممتلكات شهداء البلدة، من ملابس ومقتنيات.

وتحدث هنالك رئيس بلدية ديستمو اراخوفا يانيس ستاثاس عن بطولات المقاومة باعتزاز كبير رغم الألم، و استذكر أيضا بطولات كفاح الشعب الفلسطيني وثورته على مدار عقود ماضية، وقص بطولات لا تملك سوى الشعور أمامها بالشموخ والكرامة عند سماعها ، فتتذكر عندها  بطولات مقاومة شعبنا الفلسطيني ، وضحايا وشهداء مجازر ارتكبها الصهاينة  في فلسطين أيضا  ما مثل وجهين لعملة واحدة، هي العنصرية والكراهية، كما وصف ذلك السفير طوباسي. 
رئيس البلدية ستاثاس تحدث  بفخر عن انتصارات المقاومة اليونانية على الوحش النازي في تلك المنطقة وفي مناطق أخرى مشابهة باليونان، وتَمكُنهم من كنس ذلك الاحتلال البشع الذي دام من سنة ١٩٤٠ حتى ١٩٤٥،  وما رافقه من مجازر واعمال قتل وتدمير هولوكوست راح ضحيتها انذاك ما يقارب من " ٤٢٠ الف " من ابناء الشعب اليوناني .  بالوقت ذاته ادان رئيس البلدية ستاثاس جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ، و اكد على ان الحق لا بد من أن ينتصر مهما طال الزمن وان اي احتلال دائما الى زوال. 

وقال السفير طوباسي، "في الضريح الذي يطل من على قمة تلة عالية على اطراف ووسط المدينة الذي يرفرف علم اليونان عليه ، هنالك جدار كبير حفرت عليه كافة اسماء الشهداء ، وفي غرفة خاصة هنالك، تقف بوسطها بصمت وخشوع امام ما  يحتفظون به من جماجم وبعض رفات عظام شهدائهم في خزانات زجاجية خاصة كتبت عليها الأسماء والأعمار ، لا تملك سوى ان تسمع قلبك ينبض بتسارع على ارواح  شهدائهم باليونان  وشهداؤنا في فلسطين، شهداء الإنسانية وضحايا النازية القديمة والجديدة في بلادهم اليونان وفي بلادنا فلسطين  ".

واضاف السفير مروان طوباسي في كلمته خلال تقليد رئيس البلدية يانيس ستاثاس ميدالية الحرية والتضامن ، "يعصف بنا هنا  شريط الذكريات من الوطن بدقائق، تلخص ٧٣ عاما من المجازر واعمال القتل و التدمير والترحيل من جرائم الحركة الصهيونية ، الهولوكست الصهيوني المستمر ضد شعبنا الفلسطيني ، ونتذكر باعتزاز المئة الف شهيد من شعبنا وصور البطولة والمقاومة باشكالها المختلفة  في سبيل حريتنا التي لم تنجز كاملة بعد أمام صمت المجتمع الدولي وتواطئ بعضه."
 وقال السفير طوباسي في كلمته " في هذا المكان تَحلم بالحرية ومحاسبة مجرمين الاحتلال الإسرائيلي ، تحلم بأحلام أطفالنا الذين لا يرغبون سوى بالسلام و بالعيش الحر والكريم كاطفال اليونان الذين نالوا حريتهم ".
وقال السفير طوباسي  ،" سنترك مدينتكم التي حفرت ذاكرتها بالدم الطاهر المقاوم  بعد حفاوة أهلها باستقبال من يُمثل فلسطين، ونشعر بفخر  وبعمق المحبة لفلسطين وبالتقدير والتضامن مع مسيرة كفاح شعبنا وبطولاته، وما تعبرون عنه من مشاعر وجوب قيام حكومتكم بتقديم الدعم المطلق لقضية فلسطين والاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس ، وبضرورة محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها .
  وقال السفير طوباسي بعد انتهاء الزيارة   ،" تتلمس  شعورهم بالخجل أحيانا أمامنا من جراء السياسات الرسمية وتتلمس الفرق والفجوة بين الشعبي والرسمي من مواقف ، تلك تعبر عن قيم ومبادئ والأخرى عن مصالح علاقات متشابكة في هذا العالم المتغير ، و تترك المدينة بمشاعر مختلطة، وتودع أهلها بمحبة كبيرة وتترك جزء من قلب فلسطين ينبض هنالك أيضاً كما تنبض حجراته الأخرى في الوطن. " 
وقال السفير طوباسي ، "ان هنالك أهمية وضرورة لتنفيذ متاحف الذاكرة في فلسطين لتكون شاهداً على جرائم العصر التي نفذتها الحركة الصهيونية في كل مدينة وقرية ومخيم بحق ابناء شعبنا على مدار عقود طويلة  ، وشاهدا على مقاومة شعبنا أيضا " ، مناشدا وزارة الثقافة والسياحة والآثار البدء في تنفيذ هذا النمط من متاحف الذاكرة الوطنية.