انتصرت بلدة بيتا على الاحتلال في معركتها لاستعادة جبل صبيح واخلاء مستوطنة افيتار، وثبت ان نموذج بيتا في المقاومة واجب ان يعمم على كل نقاط الاشتباك مع الاحتلال، هذا النصر لفلسطين كلها تم وفق مقاومة خلاقة من ابناء بيتا رسمت بريشة ثوار، ونفذها احرار.
في الانتفاضة الاولى كانت بلدة بيتا لها بصمة خاصة حيث كانت من اوائل من شاركوا في اشعال الانتفاضة و واجهوا بالحجارة المستوطنين وجيش الاحتلال 1988 والتي كانت موجعة للاحتلال وللمستوطنين حيث ركز الاحتلال لاخضاع عمالقة بيتا، وبدء هجوم اجرامي بالدبابات والجرافات والرصاص الحي قوبل باستبسال من اهالي بيتا وصمود وشموخ ارتقى حينها ثلاث شهداء شبان من خيرة شباب فلسطين وهدم 13 منزلا و اعتقل ثلاثمائة معتقل وابعد ستة مناضلين من ابطال القرية حيث زادت بيتا اشتعالا وغضبا وثورتا، وقد مارس الاحتلال ضد بيتا ممارسات ثأرية حاقدة منذ ذلك الحين بالاعتقال والهدم والتدمير والحصار والاستيطان وبقيت بيتا صامدة متقدمة بثوارها وتضحياتهم عن مدن كبيرة.
بيتا غير، بيتا نموذج حققت هذا الانتصار والصمود والتحدي بوحدة ابناءها وتماسكهم ومشاركة الجميع في القرار ، بيتا ركزت على عناصر القوة للثوار لمواجهة الاحتلال حيث وضعت اهداف واضحة موحدة يجمع عليها جميع الاهالي تحرير جبل صبيح وطرد المستوطنين من خلال فعاليات مركزية موحدة، ذابت بينهم الفصائلية، واعدمت الجهوية والاقليمية والعائلية، لغة واحدة بينهم "لنستمر بالهجوم" ادركوا الخطر والاستهداف انه على كل بيتا واهلها، غابت لغة الفرقة ولغة الاحباط، وحدوا الجهود، حققوا اجماع شامل لاهالي القرية حول المقاومة، خططوا جهزوا نفذوا بالتفاف شعبي كامل وشامل اصبح عابر للقرى الاخرى والمدن بل اصبح عابر للقارات حيث التضامن مع بيتا خرج في شوارع الصين واوروبا وامريكا، المذهل مشاركة الكل، لا احد يجلس في بيته اثناء المعركة ، خلية نحل تتحرك، موج هادر ونار ملتهبة، واسود تزمجر، ودخان اسود بوجه دوريات المُحتل، مشاعل تضيء جبال بيتا، انه ابداع المقاوم في بيتا، ابداع الفعاليات والتي كانت تتصف بانهاء جديدة ومفاجئة للمُحتل فكان اشتباكهم غير، حجارتهم غير، مشاعلهم غير، وحدتهم غير.
من ابداعات بيتا تشكيل الوحدات، وحدات الارباك الليلي و وحدات الكاوتشوك و وحدات المشاعل و وحدات الخوازيق بالاضافة لوحدات الاعلام الداخلي والخارجي و وحدات التواصل و قيادات الميدان من ذوي الصلابة والوعي والنقاء والتضحية وحتى وحدات الحلاقين وبهذا التقسيم الجديد الملف للانتباه المُعبر عن الحق الفلسطيني و يظهر صورة اجرام الاحتلال سريع الفهم و الانتشار عبر وسائل الاعلام ، تجد في بيتا الحب و التناوب والتعاون و الاتقان و الاخلاص والانتماء والولاء كلهم ضد الاحتلال كلهم ضد الاستطان كلهم بالمواجهة.
بيتا بفعالياتها جذبت الاعلام من كل انحاء العالم و كتبوا على ارض جبل صبيح ومحيطه رسائل بالدم دم الاطفال الذي استشهدوا للقناصل والسفراء الاجانب وكتبوا بمشاعلهم لغة فهمها العالم بانها مشاعل الحق بالحرية والتحرير، كتبت بيتا بكل لغات اهل الارض انتشرت كالهشيم تحرق جرائم المُحتل في وسائل التواصل الاجتماعي واظهروا عدالة قضيتهم وقُبح الاحتلال.
بيتا قادها رجال اشداء و رجال امنوا بقضيتهم وصلابة موقفهم وثبت ذلك من استمرار فعالياتهم، من طبيعة الاصابات، من التفاف الجميع حولهم وليس هذا فقط بل اداروا المعركة بكل تفاصيلها بجدارة واقتدار ولم تنطلي عليهم خدع الاحتلال ومنها عندما قررت الحكومة الاسرائيلية اخلاء جبل صبيح وازالة المستوطنة لم يتوقفوا وقالوا: ان هذا الاحتلال لا يحترم قراراته ولا مواثيقه او الاتفاقيات لذلك سنبقى نقاتل حتى خروج اخر مستوطن من جبل صبيح.
رجال بيتا جعلوا من رايتهم علم فلسطين ، وحدهم وساروا خلفه، انخرطوا بالمقاومة لا شرقية ولا غربية ولا فصائلية، وهتفوا للقدس وفلسطين و ساد بينهم التنافس الايجابي" من يؤلم المُحتل اكثر".
بيتا انتصرت بوحدتها، بيتا اعطت نموذج نحو النصر المنشود، واجب القيادات ان تضع تجربة بيتا على طاولاتهم ، وتعمم هذه التجربة، والخطط تقاس بمدى نجاحها، خطة بيتا نجحت وتوجت برحيل اخر مستوطن من جبل صبيح.