لماذا الإدارات  الأمريكية  المتعاقبة تعادي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في وطنه ؟ ، الثابته غير القابلة للتصرف والتي يقرها القانون والشرعية الدولية  ، و التي تجد المناصرة والتأييد من جميع دول العالم تقريبا ،  ومن معظم الشعب الأمريكي الذي بات يدرك  ويعرف خطأ اداراته  التاريخي  في معاداتها للشعب الفلسطيني وانحيازها السافر  دائما  لصالح المستعمرة الإسرائيلية  وسياساتها التوسعية العنصرية  ..؟!  
سؤال قد يبدو ساذجاً للوهلة الأولى، لكن أرى من الضروري طرحه، والطلب من الإدارة الأمريكية الحالية  ومن الأمة الأمريكية تقديم الجواب عليه،  بعد كل هذا الإنكشاف للعدوانية الصهيونية  ،  وأن لا نتسرع ونقدم أجوبتنا الجاهزة على هذا السؤال، والمستندة لمنظومتنا الثقافية والعقدية والتاريخية، نريد أن يأتينا الجواب من الإدارة الأمريكية نفسها ومن رئيسها  الرئيس  جو بايدن  حاليا  ،  ومن  نخب المجتمع والشعب الأمريكي مباشرة ،  الذي يمارس هذا العداء بإسمه من قبل إداراته ومؤسساته، علينا أن نترك المهمة لهم في البحث عن جواب مقنع لمبررات  تلك  المواقف العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية المشروعة في وطنه ..!
يوجد على سطح الكرة الأرضية مائة وابعة وتسعون دولة، وماذا يضير العالم والولايات المتحدة تحديداً أن يصبح عدد دول العالم (195) دولة ؟! 
لماذا تتنكر  الولايات المتحدة لأن يكون للشعب الفلسطيني دولته شأنه شأن كل شعوب الأرض التي أسست دول وأصبحت عضوة في الأمم المتحدة ؟!
هل ستشكل  الدولة الفلسطينية الوليدة خطراً على الأمة الأمريكية ومصالحها فعلاً ؟! 
إني أشك في ذلك، لأن دولة صغيرة مثل دولة فلسطين إن ولدت ليس بإمكانها أن تشكل أي خطر على دولة كبرى مثل الولايات المتحدة ،  لا ثقافياً ولا إقتصادياً ولا أمنياً ولا أي شكل من أشكال الخطر الذي يبرر للإدارة الأمريكية ومؤسساتها هذه العدائية السافرة، وأن يدفعها لإحتضان مشروع إستعماري مثل (الكيان الصهيوني) مناهض لكافة القيم الإنسانية المعاصرة، وفي مقدمتها القيم التي تنادي بها الأمة الأمريكية ودستورها  وإداراتها المتعاقبة وخصوصا منها مبدأ  حق تقرير المصير  واحترام  مبادىء حقوق الإنسان  ..!
سوف نستمر في طرح هذا السؤال ، لأن معاداة الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والإستقلال لا مبرر لها و هي التي تمنح الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي الديمومة والإستمرار  ، و لأنها توفر شبكة الأمان للكيان الغاصب لإستمرار عدوانه ،  والحيلولة دون اخضاعه للقانون وللشرعية الدولية  ، ما من شأنه ان يهدد الأمن والإستقرار في مطقة الشرق الاوسط ، ويغذي  الإرهاب في المنطقة .
الإدارات الأمريكية لا تتعلم من تجاربها ومن اخطائها ، التي كلفت امريكا و شعوب العالم ملايين الضحايا، كما كلفت أمريكا مليارات الدولارات  وفي نهاية تلك الصراعات ،  كانت الغلبة للحقائق التاريخية والإجتماعية وللقانون وللشرعية الدولية ،  و للشعوب المعتدى عليها، والتجارب القديمة والحديثة تؤكد على ذلك من الهند الصينية في الفيتنام والكوريتين وكمبوديا وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية  ، الى الشرق الاوسط التي تورطت فيه الولايات المتحدة في حروب دامية  مباشرة وغير مباشرة منذ النصف الثاني من القرن العشرين والى الآن .
 لقد انتصرت فيتنام وكمبوديا وانتصرت الحقائق التاريخية والإجتماعية والثقافية لتلك الشعوب على العدوانية الأمريكية ،  التي أزهقت فيها ملايين الأرواح من تلك الشعوب وألحقت الدمار والخراب فيها، هل تسعى الولايات المتحدة أن تستمر في معاداة الشعب الفلسطيني من خلال إستمرار إنحيازها ضد تطلعاته، والإصطفاف والتبني الكامل للمشروع الصهيوني واستمرار عدوانه على الشعب الفلسطيني، إلى أن يسقط ملايين الضحايا  من الأبرياء ،  ويعم الخراب والدمار المنطقة برمتها ، حتى تصل إلى النتيجة الحتمية أن لا مبرر وجيه لمعاداتها للشعب الفلسطيني، وأن مواقفها وسياساتها التي تتخذها وتمارسها وتعبر عنها خاطئة ولا فائدة منها تعود على الولايات المتحدة وشعبها، وأن الأضرار التي قد تلحق بأمريكا ومصالحها وبقية دول العالم ومصالحه جراء هذة المواقف  ، أكثر من أية عوائد قد تعود على الولايات المتحدة جراء تلك السياسات والمواقف العدائية من الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة؟!.
إن تجارب الشعوب وتاريخ الصراعات ما بينها وبين القوى الإستعمارية عبر التاريخ تعطي إجابة واحدة وهي حتمية الإنتصار على المستعمر وعلى المحتل، وزواله وإنقشاعه ...
كما تمكنت كافة الشعوب التي ناضلت من أجل الحرية والإستقلال من إنتزاع حريتها وإستقلالها من الجزائر إلى فيتنام ولاوس وجنوب إفريقيا إلى غيرها من الشعوب التي خاضت حروب التحرر الوطني وبأشكال وأساليب مختلفة، سوف يتمكن الشعب الفلسطيني من الإنتصار على خصومه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية العاجزة عن تفسير سبب هذه العدوانية للشعب الفلسطيني، والإنحيازية المطلقة للمشروع الصهيوني الإستعماري، كما عبرت عنها ( صفقة القرن) والمواقف و القرارات التي إتخذتها الإدارة الأمريكية السابقة  الهوجاء برئاسة  دونالد ترامب   إزاء الشعب الفلسطيني وقضيته.
السؤال اليوم موجه للإدارة الحالية برئاسة الرئيس جوبايدن  ، فهل يستطيع تغيير او تخفيف درجة العداء الامريكي للشعب الفلسطيني  ..؟ 
وبالتالي  اعلان التراجع والتخلي عن مشروع صفقة القرن التي اقرها سلفه  الرئيس ترامب ؟
والتي واجهها  الفشل الذريع  لإنحيازها السافر  للكيان الصهيوني ، والمجافية للقانون وللشرعية الدولية و  بسبب الرفض والمقاومة   الفلسطينية والعربية لها  ،  وكذلك   الرفض  والمعارضة الدولية الوازنة  لها ،  والتي تتبلورت في مواقف مختلف الدول  المهمة من دول العالم  وفي مقدمتها الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وبقية المجموعات الدولية المختلفة ،  التي تؤكد جميعها على اعتماد مبدأ حل  الدولتين  ورفض ما تضمنته صفقة القرن من اجحاف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ،  وتؤكد على ضرورة  تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كأساس ومرجعية شرعية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي....  هذة المواقف  لم يجرِ  التعبير عنها عبثا   ...وإنما ترسل رسالة واضحة  وقوية  للعدو الصهيوني  وللادارة الامريكية  ان تعدل من مواقفها  وان تكون اكثر حيادية واقل انحيازا في مواقفها وتعاطيها مع الصراع الفلسطيني  واكثر انسجاما مع الرؤية الدولية والقانون الدولي وقرارات السرعية الدولية ،
 وإلا  فإن الادارة الامريكية ايضا ستبقى  عاجزة عن الوصول بالصراع العربي الاسرائيلي الى تسوية دائمة ومقبوله وتواصل عزل نفسها عن لعب دور مركزي في عملية السلام  .
إن استقبال الرئيس جو بايدن  وادارته للعاهل الاردني  الملك عبدالله ابن الحسين  المنتظر خلال  ايام  ،يشكل فرصة مهمة للإستماع للموقف الأردني والفلسطيني والعربي  على السواء من عملية السلام   ، فالكرة ستكون بعدها في مرمى السياسة الامريكية  لإتخاذ الموقف المنسجم مع الرؤيا الدولية  والعربية والفلسطينية  و العمل على فتح آفاق
 جديدة وعملية  امام الجهود  المختلفة من اجل اقرار تسوية مقبولة للصراع  ،  يبنى على اساسها   تنفيذ   مشروع حل الدولتين  ،  والذي سبق ان اعلن  الرئيس جو بايدن انه يسانده ...!  
وللحديث بقية ....