تحت العنوان أعلاه، نشرت "فزغلياد" مقالا يقارن بين انسحاب أمريكا والاتحاد السوفييتي من أفغانستان، وما تركه كل منهما هناك.
وجاء في المقال الموقع باسم ايلينا ليكسينا ونتاليا ماكاروفا وميخائيل موشكين:
غادرت القوات الأمريكية قاعدة باغرام بالقرب من كابول ليلا، بصورة سرية، دون تحذير الحلفاء الأفغان.
وفي الصدد، قال رئيس الاتحاد الروسي للمحاربين القدماء، السناتور السابق فرانتس كلينتسيفيتش، لـ"فزغلياد": "الأمريكيون يغادرون بصمت وفي الخفاء، فيما سحب الاتحاد السوفيتي قواته بفخر ومع رايات".
وأشار كلينتسفيتش إلى الاختلافات في إنجاز عملياتنا وعمليات الأمريكيين. فقد أعلن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية انسحاب القوات قبل عام من بدء العملية، وبعد ذلك سحب قواته تدريجياً حتى 15 فبراير 1989.
وبعد انسحاب القوات السوفيتية، قاومت حكومة نجيب الله "الدشمان" أكثر من ثلاث سنوات. وفقط في العام 1992، وفي ظل وقف كامل للمساعدات الروسية، تم القضاء على تلك الحكومة الأفغانية على يد (المجاهدين)، الذين، كما نتذكر، كانوا يتلقون الدعم من الولايات المتحدة وباكستان والمملكة العربية السعودية.
للمقارنة، وفقا لأجهزة المخابرات الأمريكية، قد يفقد نظام الرئيس أشرف غني الحالي الموالي لأمريكا السيطرة على أفغانستان في غضون ستة أشهر.
كانت مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان هي تحقيق الاستقرار في البلاد، وتشكيل قوات أمن وحكومة وجيش مقتدرة هناك.
وفي الصدد، قال الخبير العسكري، العقيد الاحتياطي إيغور كوروتشينكو: "في الواقع، لم تنفذ الولايات المتحدة أيا من المهام في أفغانستان". وشدد على أن الأمريكيين يتركون وراءهم دولة ذات حكومة عاجزة، الصناعة الوحيدة المربحة فيها إنتاج المخدرات على مستوى الدولة.
وبحسب كوروتشينكو، ففي الوقت نفسه، لا داع لـ" الرقص على العظام "والبهجة بفشل العملية الأمريكية، لأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يشكل تهديدا لأمن روسيا. فقد أصبحت زعزعة استقرار أنظمة ما بعد الاتحاد السوفيتي في آسيا الوسطى أمرا محتملا تماما. لم يتضح بعد كيف ستتطور الأحداث، وكيف سنتعامل مع حقيقة أن طالبان يمكن أن تنتصر في أفغانستان، وبدء توسع التطرف الإسلامي وتصديره إلى دول ما بعد الاتحاد السوفيتي. هذا تهديد خارجي خطير بالنسبة لنا".