ويبقي خيار الوحدة الوطنية هو الخيار الاول والأخير للشعب الفلسطيني الذي ما زال يرزح تحت احتلال ظالم وعدوان قائم وممارسات تستهدف الوجود الفلسطيني والمسيرة نضالية والكفاحية ما كانت لتستمر وتنجح في حماية الحقوق التاريخية المشروعة وقراره المستقل وإفشال مؤامرات تصفية قضيته لولا التضحيات الجسام للشعب العربي الفلسطيني الذي وقف مدافعا عن كل الحقوق الفلسطينية ومجسدا الوحدة الوطنية التي كانت الاساس للعمود الفقري والنضال الوطني الفلسطيني خلال مسيرته الطويلة من النضال المشرف الذي يمتد عبر ما يزيد على 100 عام.

الوحدة الوطنية تشكل القوة المانعة وحائط الجدار المنيع أمام أية محاولات لاختراق الصفوف والعبث بالمشروع الوطني الفلسطيني وتعزيز اليات المواجهة وفرض حقائق الممانعة وحماية الخطوط الامامية لمسيرة النضال الوطني وضمان عدم حرف البوصلة امام كل التحديات من اجل تحقيق حماية المشروع الوطني الفلسطيني من التصفية او الاستخدام الخاطئ ولتكون بمثابة البوثقة الوطنية الواحدة التي تجتمع فيها كل اشكال المقاومة وأساليب النضال التحرري الكفيلة بوأد الفتن والتصدي لمؤامرات الخنوع والذل التي يريدها ويحيكها الاحتلال وأعوانه والحفاظ على بوصلة النضال نحو فلسطين.

وإمام كل ما يجري من مخططات تستهدف القضاء على الوجود الوطني الفلسطيني لا يبقي امام الشعب الفلسطيني سوى خيار الوحدة ولم يعد خافيا على أحد ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات جسيمة تفرض علي الجميع الوقوف امام المسؤولية بعيدا عن الشعارات البراقة والخطب العصماء والصراعات الداخلية فمن جهة يستمر الاحتلال في مشروعه الاستيطاني الاستعماري ومن جهة أخرى يستمر الانقسام ينخر بالجسد الفلسطيني وما ينتجه من تداعيات خطيرة على حاضرنا ومستقبلنا والذي اذا ما استمر سيكون له التأثير الكبير على تدمير الوجود الفلسطيني وان اي تغير يجب ان يكون ضمن الاطر الفلسطينية المعروفة والتي لا يمكن تجاهلها او القفز عنها.

اننا امام ما يجري على الساحة الفلسطينية نتطلع الى ضرورة توحيد كل الطاقات لعدم حرف البوصلة ومن اجل الاستمرار في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي وعدم تجاوز الخطوط الحمراء واستغلال الوضع القائم من اجل تمرير مؤامرات ضيقة لا تخدم سوى الفوضى والترهل وتزيد الساحة الفلسطينية تعقيدا فالشعب الفلسطيني يدرك حقيقة المؤامرات ووقف ويقف بكل قوته متصديا ومدافعا عن الوجود الفلسطيني ومؤامرات ترحيله من القدس فنهض بكل إباء وشموخ من اجل حماية وجوده وحقوقه في مدينة القدس المحتلة وفي باب العمود والمسجد الأقصى المبارك وصمد بثبات أمام محاولات تهجيره من أحياء مدينته المقدسة وانتفض شبابه في مدن الضفة الغربية المحتلة وقراها ومخيماتها وتكامل نضاله وتضحياته في قطاع غزة الصامد أمام العدوان الإسرائيلي واكتملت وحدته لتمتد إلى أهلنا داخل الأراضي المحتلة عام 1948 في صورة مشرفة نفتخر بها امام العالم اجمع.

الوفاء للوطن ولتضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله وتضحياته ودماء شهدائه وآلام جرحاه ومعاناة الاسرى في سجون الاحتلال يتطلب العمل على تجاوز كل الانتماءات الحزبية والخلافات القائمة بين الفصائل وفتح باب الحوار الوطني الشامل من اجل انهاء الانقسام وتحمل المسؤولية الوطنية وإنجاز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية تلك الوحدة التي كانت دوما هي صمام الامان في من اجل الحفاظ على مقومات النضال الفلسطيني وحماية الحقوق الثابتة والمبادئ الاساسية لتقرير المصير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس .