القضية الفلسطينية لم ولن تغيب يوما وكانت حاضرة دوما في الوجدان والضمير الاردني وتشكل القضية المركزية الأولى لمنطلقات السياسة الاردنية الهادفة الي احلال السلام بالمنطقة وفقا لحل الدوليتين وعمل الاردن علي تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده وكرس كل امكانيته لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وشكلت تلك المبادئ الاساسية نموذجا موحدا وقويا للحفاظ على العلاقات العربية والإسلامية وتنميتها في نطاق ايجابي يخدم الواقع العربي ويضع استراتجية واضحة للمرحلة المقبلة وهذا يأتي ضمن الروح الاردنية الصادقة التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية والتي تؤكد دوما الحفاظ على ارث الاجداد وحمل الامانة بكل صدق وإخلاص ووفاء وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه وحماية حقوقه التاريخية.
ومن خلال التحرك الدبلوماسي الاردني المصري المشترك وتوحيد تلك المواقف الموحدة تجاه مستقبل عملية السلام بالمنطقة يتحد ويتواصل صناع القرار لوضع اسس وقواعد ومرتكزات عملية السلام من اجل بلورة حلول سياسية واقعية ودعم الشعب العربي الفلسطيني وتعزيز صموده على ارضه وتحقيق العدالة والعمل على اطلاق سلام شامل يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وفقا للقانون الدولي والمرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية.
وتتواصل الجهود العربية والدولية وعلى اوسع نطاق تقوم بها المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من اجل اطلاق عملية السلام والعمل مع الاشقاء العرب والأصدقاء من مختلف دول العالم لتأكيد مجددا على اهمية التحرك الدولي لإعادة احياء عملية السلام القائم على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها وفقا للقرارات الدولية ومبدأ حل الدولتين، وقد اثمرت الجهود الاردنية المصرية المشتركة على نجاح بارز في اعادة الثقة وبناء قواعد تضمن التحرك العاجل لتفعيل عملية السلام من خلال توجهات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي لتحتل هذه العلاقة مكانتها بين صناع السياسة الدولية وتتصدر اهتمامات وسائل الاعلام العالمية ولتشكل محورا جامعا لمتطلبات العمل العربي المشترك الذي يشكل نواة صلبة لإعادة تفعيل الجهود العربية والخروج بموقف عربي موحد من اجل تجاوز الخلافات وإعادة رسم استراتيجية التوجه العربي المشترك.
وفي ظل تلك الوقائع وما شهدته السياسة الدولية من مراحل خطيرة هددت السلم الاهلي والأمن الدولي نتيجة تفريغ مبدأ وصيغة حل الدولتين من محتواها القانوني والسياسي والأخلاقي والتي حاولت وعملت سلطات الاحتلال والإدارة الامريكية السابقة برئاسة ترامب على تمرير سلسلة من المشاريع الوهمية لتكون بديلة عن عملية السلام عبر طرحها الحلول المتمثلة في صفقة القرن الوهمية وغير القابلة للتنفيذ مما شجع حكومة الاحتلال الإسرائيلي على تكثيف نشاطها الاستيطاني والتلويح بمشروعات خطيرة وهدامة مثل ضم الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة.
في ظل هذا الواقع القائم تتوحد الامكانيات والجهود المشتركة التي تقوم بها الأردن ومصر من اجل ترتيب الأوضاع والتعامل مع التطورات في الساحة العربية والفلسطينية في ضوء لقاءات جلاله الملك مع الرئيس الامريكي جو بايدن والتي شكلت نقطة الانطلاق لإعادة تفعيل عملية السلام لوضع حد للمخاطر الكبيرة التي باتت تلحق الضرر بالشعب الفلسطيني وما تواجهه القضية الفلسطينية وتشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني.