أثبت للعالم بأنه ليس بحاجة إلى عائلة ثرية لتحقيق هدفه. من لعب كرة القدم في الشوارع إلى لعب كرة القدم في كامب نو؛ يعد إنجازاً رائعاً لشخص من خلفية متواضعة...
قبل 34 عاماً، كان هناك عامل نظافة بمصنع في الأرجنتين؛ خورخي ميسي. أصبح والداً في 24 حزيران 1987 لطفل مختلف قليلاً، وسمى ابنه ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني. لم يكن خورخي يعلم في ذلك الوقت كم كان محظوظاً أنه سيكون في وقت لاحق من حياته علَماً مهماً لأن الظروف كانت مختلفة في البداية.
منذ البداية، لم يكن ميسي مثل الأطفال الآخرين، كان شغوفاً ومخلصاً حتى أصبح المرض الهرموني عائقاً كبيراً له. تتطلب لعبة مثل كرة القدم قدراً هائلاً من الطاقة والقدرة على التحمل، ولكن هنا بدأت المشكلة عندما تم تشخيص هذا الطفل الصغير بهرمون نقص النمو في سن 11 عاماً. كان هذا مصدر قلق كبير لعائلته، حيث لم يكن لديهم المال الكافي لعلاجه. نتيجة لذلك، توقف نموه. أصبح شغفه بكرة القدم يزداد أكثر فأكثر..
لا يمكن لأي مرض أن يمنعك من تحقيق أحلامك وأهدافك، كان تعطش ميسي للعب كرة القدم هو ما جذب أعظم الأندية في ذلك الوقت. - اغتنم الفرصة عندما تقدم نفسها- قرر ميسي الانتقال إلى قارة جديدة لمتابعة حلمه عندما كان عمره 13 عاماً فقط. ذهب إلى برشلونة لأنهم عرضوا عليه تدريبه في أكاديمية الشباب الخاصة بهم. على الرغم بأن هناك أندية وصفته بالطفل «المعاق» ذلك الوقت!!
الطريق إلى المجد لم يكن خالياً من الأشواك والنيران بالنسبة إلى صاحب القميص رقم 10 لكن بقوة إرادته ومثابرته وتعطشه لكرة القدم لم يدع أحلامه تموت. نظراً لقصر طوله غالباً ما تعرض للهجوم وواجه الكثير من الانتقادات في الماضي بسبب بنيته الجسدية. ترك الجماهير في حالة من الرهبة منه. أولئك الذين اعتادوا على انتقاده بدؤوا بتمجيد ظاهرة ميسي، وأولئك الذين كانوا يسخرون منه تحول ذمهم الى مديح.
لم يكن الانتصار كافياً بالنسبة له أبداً. كان دائماً لديه هدف للقيام بعمل أفضل في المرة القادمة. لم يكن لأدائه اللامع أي تأثير سلبي عليه، حقق خمسة ألقاب لنادي برشلونة في موسم 2014/2015.
أصبح الصبي الذي كان معرضاً لخطر خسارة مسيرته قبل أن تبدأ، أعظم لاعب كرة قدم في كل العصور، لم يكن الاستسلام أبداً خياراً بالنسبة له، وهذا مصدر إلهام يحتاجه الجميع في حياته اليومية وفي مختلف المجالات.
الحياة المعاصرة سريعة الحركة والمنافسة القوية في كل جانب جعلت الحياة صعبة للغاية. ومع ذلك، فإن قاعدة ميسي في عدم الاستسلام هي درس أساسي للنجاح في الأوقات الصعبة. سواء كان ذلك احترافياً أو شخصياً، فإن الطريقة التي حقق بها ليونيل ميسي أحلامه بإصرار وتصميم يعطي رسالة مفادها أنه لا يوجد قدر من العقبات يمكن أن يمنع أي شخص من تحقيق الأهداف إذا كانت قوة الإرادة قوية.