صدى نيوز - نظمت تنسيقية الجمعيات السياسية في مملكة البحرين، بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين وبمشاركة رئيس هيئة الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، وعدد من أهالي الأسرى الإداريين، فعالية تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومع الإداريين المضربين عن الطعام.
وتشمل تنسيقية الجمعيات السياسة كلا من: المنبر التقدمي، وتجمع الوحدة الوطنية، والتجمع القومي الديمقراطي، والمنبر الوطني الإسلامي، والوسط العربي الإسلامي، والتجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، والصف الإسلامي.
وأكدت تنسيقية الجمعيات السياسية في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها القيادي في جمعية المنبر الوطني الإسلامي البحريني، ناصر الفضالة، إن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال كانت ولا تزال أولوية للشعب الفلسطيني ولجميع الشعوب العربية والإسلامية التي تدافع دوما عن حقوقهم وتطالب بإطلاق سراحهم.
ودعت التنسيقيات سلطات الاحتلال إلى إنهاء هذه السياسة أو توفير محاكمات عادلة للمعتقلين والمعتقلات الفلسطينيين، لافتة إلى أنها تتجاهل كل تلك الدعوات، وظلت تفعل ذلك طالما بقيت هذه الدعوات في إطار الشجب والاستنكار ولم تشكل أداة ضغط حقيقية على حكومة الاحتلال.
وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات سريعة وجادة وفاعلة إزاء ممارسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين والوضع المأساوي الذي يعيشه الأسرى داخل سجون الاحتلال دون مبرر أو مسوغ قانوني، مشددة على أهمية استخدام وتوظيف كافة الآليات والوسائل الدولية بما يضع حدا لانتهاكات الاحتلال.
وقال الفضالة: لقد كان الهدف الأساسي من إقامتنا لهذه الفعالية أن نبعث برسالة إلى الشعب الفلسطيني الصامد وللعالم أن الشعب البحريني بجميع تياراته يدعم نضالاته وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويجدد رفضه لكل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال.
بدوره، أكد رئيس هيئة الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، في كلمة مسجلة، أن الهيئة بدأت حملة التضامن مع أسرانا لكسر قانون الاعتقال الإداري الجائر، حيث إنه في سجون الاحتلال حاليا نحو 5 آلاف أسير، منهم 550 أسيرا إداريا، ليس لديهم اي لائحة اتهام أو اعتراف، والآن مضرب عن الطعام 11 اسيرا من المحكومين اداريا للمطالبة بالإفراج عنهم لانهم من دون تهم، ويخوضون اليوم إضرابهم المفتوح عن الطعام، إضافة للعديد من المرضى وكبار السن، بينهم 220 طفلا دون الـ18 عاما و40 امرأة وفتاة داخل السجون، كلهم يعانون اصناف العذاب والتنقلات والتنكيل والضرب والعديد من الأساليب القمعية.
وحيا خطوات أهل البحرين على هذه الوقفة ولإسراعهم وتجاوبهم مع مطالبنا للتحرك لنصرة أسرانا، وهذه المواقف تنم عن مواقف عروبية اصيلة.
كما شارك العديد من اهالي الاسرى المضربين بكلمات مسجلة في الفعالية تحدث خلالها: والدة وزوجة الاسير مجاهد حامد، والأسير الإداري السابق خالد الفسفوس شقيق الأسرى أكرم وكايد ومحمود، وابنة الأسير سالم على زيدات، ووالدة الأسير المقداد القواسمة، ووالدة الأسير محمد إعمر، حملوا خلالها سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الاسرى المضربين عن الطعام، محذرين أن حياة الأسرى معرضة للخطر.
وناشدوا العالم بالضغط على الاحتلال من اجل الإسراع بالإفراج عنهم كونهم معتقلين دون أي تهمة موجهة لهم، شاكرين الجمعيات السياسية والشعب البحريني على سرعة الاستجابة للنداء الفلسطيني بتكثيف التحرك الشعبي والجماهيري دعما لقضية الأسرى.
وحيا سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، الجمعيات السياسية البحرينية لتنظيمهم هذه الفعالية التضامنية مع أسرانا في السجون والمعتقلات، مؤكدا أن الأسرى يستحقون الدعم والاسناد، فهم يعيشون في ظروف بالغة القسوة والبشاعة، من ضيق في المكان وسوء التغذية وعقاب جسدي ونفسي ومنع من الزيارة ويتعرضون لأنواع متعددة من الاعتقالات والعقوبات، كالاعتقال الإداري الذي قد يطول لعدة سنوات دون تهمة محددة ودون العرض على محكمة.
وقال: المعتقلون بعضهم محكوم بالمؤبد 27 مرة وبعضهم ثلاثمئة سنة، وبعضهم يحكم عليه بالمؤبد وغرامة مالية تتجاوز النصف مليون دولار، وبعضهم يعزل في زنازين انفرادية لمدة تزيد على سنة، مثل كريم يونس المسجون منذ 40 سنة ومنهم المحكومون بعشرات المؤبدات كمروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي ونائل وعبد الله البرغوثي وعشرات المناضلين المحكومين بالمؤبدات من كافة الفصائل الفلسطينية.
وأضاف، الاحتلال لم يستطع كسر إرادة المعتقلين أو النيل من معنوياتهم، بالعكس من ذلك، فإن المعتقلين يواجهون بأجسادهم وأمعائهم الخاوية سياسات الاحتلال من خلال الإضراب الجماعي والإضراب الفردي، وسقط منهم الكثير شهداء للحركة الاسيرة.
وأكد السفير عارف أن شعبنا وقيادته الشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لن يهدأ لها بال حتى تحرير الأسرى من كافة السجون والمعتقلات، مشددا على أنه لطالما كانت قضية الأسرى في سلم أولويات الرئيس الذي يؤكد في جميع المناسبات أن القدس خطر أحمر، وأنه لن يسمح لأحد بقطع مستحقات أسر الشهداء والأسرى، وسنواصل هذا الطريق والنهج حتى نيل الحرية.
بدورها، قالت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع في كلمتها التي ألقتها عضو مجلس إدارتها، كوثر ميرزا، إن هذه الوقفة تأتي لتعيد التأكيد على مواقفنا البحرينية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية العادلة وحق الشعب الفلسطيني المناضل في نيل كامل حقوقه المشروعة ودعم نضاله المستمر.
من جانبها، أكدت دينا الأمير القيادية في جمعية المنبر التقدمي، أن هذه الفعالية التضامنية لجمعياتنا السياسية في البحرين.. ليست الأولى، لأن موقف شعب البحرين ثابت ومعروف تجاه القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وتجاه رفض كل أشكال التطبيع، وهذه الوقفة تأتي متزامنة مع الذكرى الثانية والخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى الشريف في القدس المحتلة.