لم تعد تغريدة عبر "تويتر" تصنع فرقا لدى الرأي العام الفلسطيني ولكنها تصنع فرقا لدى صاحب الحاجة، ولا اقلل من شأن المعترضين سياسيا واجتماعيا وثقافيا بالتقليل من أهمية أي خطوة تحدث بصرف النظر عن حجمها حتى لو استندوا لمصادر إسرائيلية أو استندوا للتقليل من أهمية تغريدة "تويتر"، ورغم أن القاعدة الأساس للمعترضين أن الاتصالات الخلوية مرتفعة التكلفة والاحتلال يخترق فضاءنا عبر أبراج تقوية داخل أراضينا ويقارنون بأسعار الاتصالات الإسرائيلية، وعندما تحصل السلطة الوطنية الفلسطينية على الجيل الرابع تصبح الخطوة انبطاحا على الوجه أما معايرتها من قبل المعترضين انها غير قادرة على تحصيل الجيل الرابع فهذا عمل (فدائي) ولكن شرطه ألا تحصل الحكومة على الجيل الرابع حتى يستمروا بالتعليق والتحليل.
أنا شخصيا وفكريا وشعوريا لست مع اختراقات من بوابة اجتماع مفاجئ مع غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي ومن ثم تفسير قاصر عبر تغريدة "تويتر"، بل الأجدر أن نحكي الحكاية بشكل واضح جلي بطرح حكاية تلك الحالات التي وقفت منذ سنوات على بوابة (هيئة الشؤون المدنية)، وقبل سنوات مضت وقفت لتناقش دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية في هذا الملف ذاته وكنا نقف أمامهم مشدودين ولكن لا حول لنا ولا قوة إلا بوابة الاحتلال، ورغم ذلك كان بالإمكان عمل إخراج يجعل سقف هذا الأمر (هيئة الشؤون المدنية) وتحويله الى عمل يحقق لجزء مهم من شعبنا حقا له.
أما قضايا الجيل الرابع والتي بات يستهان بها هذه الأيام، اعتقد أن الكل الفلسطيني يعرف أنها مهمة وحيوية ونلتمس لهم عذرا انهم أرادوها أن تحصل ليس بهذا الشكل،  رغم أن بعض المعترضين لم يكن يريدونها أن تتحقق لأنهم يريدون أن يستمروا باعتراضهم وهذا كان سببا وجيها لاستمرار الاعتراض، ولن أخوض بما قاله الخبراء عن الفائدة التخصصية للجيل الرابع سواء حجم التنزيل وتناقل الملفات بتحصيله، ولعلنا لا ننسى أن أهل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رفعوا لافتات مناشدة للرئيس الأميركي السابق أوباما أثناء زيارته الى فلسطين بخصوص الجيل الثالث سابقا للجيل الرابع والخامس.
ولعلي اعرج على مجال اختصاصي بشكل مكثف بتغريدة تويتر أو بيان صحافي لتفسير حقيقة ما حدث وانه مهم وبالغ الأهمية ولكنه يجب أن يكون مدروسا ومبنيا على أسس هذه القضايا، وهناك فرق كبير بين أن يكتب المسؤول أو المخول من المسؤول بمشاعر توحي بـ(إنجاز كبير وجديد) وهذا تعبير عن مشاعر لقضية غير مفهومة للرأي العام، وبين أن تكتب معلومة مختصرة توصل رسالة واضحة مكثفة أفضل مليون مرة من فرض مشاعرك على الجمهور وهو غير مدرك ماذا تقصد.
بحكم الاختصاص، البيان الصحافي وهذا ينسحب على تغريدة توتير (ليس عند الكل) يجب ان يجيب عن الاستفهامات الخمسة وإلا فإنه يفقد أهميته بالمطلق وليس بالضرورة الدخول بتفاصيل قد تشتت القارئ، ويجب أن تفترض هناك من هو ضد كل شيء وبالتالي سيطرح مئة سؤال بهدف التشكيك والتقليل من أهمية ما وقع على أصحاب الحاجة والقضية والمعاناة، ولم يكن البيان الصحافي إلا أداة فعالة ومهمة ولكننا غالبا نريد ان نستخدمها بطريقة غير فعالة من بوابة (يلا انعفوا إعجاب) وهنا مكمن المشكلة، وكأنني اجلس في عقلك اعرف ماذا تفكر باتجاه الصواب النسبي ولم تستطع أن تقول إننا جمهور خالي الذهن وانت تريد ان توصل لي رسالة يجب أن تكون الأولى ويجب أن تظل راسخة ولا تمسح.
مؤسف ان اعتصام عشرات العائلات أمام باب (هيئة الشؤون المدنية) للمطالبة بالحق الخاص بهم لم يستقطب الإعلام ولا مغردي "تويتر" ولا "فيسبوك"، وكان الكل من بلديات وجمعيات وأطر نسوية وأطر عمالية وأكاديميين ومهنيين يمرون عنهم مر الكارم وقد يلفت نظرهم وقد لا يلفت نظرهم ولم اشعر ان نجاحا قد تحقق في تحويلها الى قضية مهمة وتفاصيلها ولو على مستوى مقطع متلفز يطرح حقائق عن حجم الظاهرة والآثار السلبية على الناس، حتى يذهب بعضنا ليقدم لهم كوب ماء بارد ونربت على كتف احدهم، ولم نكن نهتم عندما قرر الاحتلال عدم تجديد إقامة حملة الجوازات الأميركية، ورغم الحملة التي أطلقت إلا أن الناس ظلوا لا يتابعون، وكذلك الحال عندما أعلن الاحتلال عن ترحيل أبناء قطاع غزة من الضفة الغربية ورغم أن الأمر طال أساتذة جامعيين ومدراء بنوك وفنادق وجمعيات إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا، وعندما تحقق اختراق بات الكل يتعامل مع الأمر بذات ردة الفعل، اليوم، تماما دون أي تغير.