يعترف المفكر الامريكي فوكوياما ان الولايات المتحدة قد فشلت في حروبها على العراق وافغانستان في إيجاد البديل الديمقراطي التعددي لانظمتها الشمولية التي اطاحت بها في تلك الحروب وذلك في مقال مطول منشور له مؤخرا ..!!

السؤال الذي يجب ان نجيب عليه هو:

هل فعلا كانت تريد الولايات المتحدة من حروبها على هذة الدول ، ان تعيد بناء هذة الدول وانظمتها على اسس تعددية وديمقراطية فعلا ... حتى نقول ان اميريكا قد فشلت في حروبها على افغانستان والعراق في تحقيق اهدافها التي شنت الحرب عليهما من اجلها .....؟!

الجواب : لا بالفم المليان . لم يكن هدف هذة الحروب الظالمة ، على كل من افغانستان والعراق ، هو اسقاط انظمتها الشمولية ، والعمل على اعادة بنائها على اسس تعددية ديمقراطية مطلقا ..، وانما كانت غايتها وهدفها هو تدمير هذة الد ول ونهب خيراتها والهيمنة عليها من جهة ، وجعلها بؤر توتر جديدة تؤثر على دول الجوار لها وتكون اداة في اشاعة عدم الإستقرار في هذا الجوار الحساس والهام ..

لذا إن اعتراف فوكوياما بفشل الولايات المتحدة في هذة الحروب في تحقيق اهدافها ما هو إلا فقاعة اعلامية ، واعتراف سياسي تضليلي بإمتياز ، يغطي على اهدافها الحقيقة التي قد حققتها بنجاح كبير ..!

لقد حققت الولايات المتحدة كل ما تريد من حروبها على افغانستان والعراق ، وزرعت وكرست بذور الشقاق وعدم الإستقرار فيهما ، وجعلت منهما بؤر توتر تؤثر على محيطهما الجغرافي ، بما يخدم سياسات واستراتيجيات الولايات المتحدة الامريكية على المدى القصير و الطويل ، ويخدم حليفها الإستراتيجي الكيان الصهيوني ، ويعزز بقاءه وتفوقه في المنطقة العربية والإسلامية ، واظهاره واحة ونموذجا للديمقراطية وللدولة الناجحة ، في منطقة تحكمها نظم شمولية فاسدة و متوترة ضعيفة وغير مستقرة .. ولا تراعي اي حرمة لحقوق الإنسان ولمبادئ التعددية والديمقراطية في نظمها وسياساتها ، بل وجعلت منها ومن اراضيها ساحات للتدخلات الخارحية ، و للصراعات الإقليمية والدولية تستنفذ فيها طاقات الخصوم للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني .

كل ذلك يكشف عن تهاوي وسقوط فكرة ما قدمه المفكر الامريكي فوكوياما من اعتراف بفشل الولايات المتحدة في تحقيق اهدافها وغاياتها من وراء هذة الحروب الظالمة التي شنتها على كل من افغانستان وكذلك ماحصل ويحصل من تدخلات وحروب في باقي دول الربيع العربي من ليبيا الى سوريا .... الخ.