سما حسن
رجوع للأوسمة
الأمل في مواجهة الموت
لاحظتُ ومنذ بداية حرب الإبادة في غزة بما يعني نحو عام ونصف أن معظم من نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة انهم ينتظرون الموت ويتخيلون طريقة موتهم أنهم قد ماتوا فعلاً، وليس من باب الصدفة أن يحدث ذلك، لكن هناك من سيخرج ليقول إن هذه أقدارهم، وإن كل ما فعلوه انهم قد توقعوا وانتظروا، والحقيقة أيضا...

إنهم يقتلوننا بالخوف
كتب احد الأشخاص من غزة في اليوم الثاني لعودة العدوان واستمرار التصعيد وبعد انتهاء الهدنة دون التوصل لاتفاق تمديد آخر، مستغربا من مشاعره، حيث يقول، انه قد شعر بالخوف حين عادت الحرب للمرة الثانية اكثر من شعوره بالخوف في المرة الأولى، وانه يستغرب مشاعره تلك التي كان يعتقد أنه قد لا يشعر بها لأنه اعتاد...

لماذا أحب غزة؟
سألت نفسي مرات لا تعد ولا تحصى السؤال نفسه: لماذا أحب غزة؟ والإجابة في كل مرة تختلف، تخيل أن تجد ملايين الإجابات لسؤال واحد وكل الإجابات صحيحة ولا يمكن لأحد أن يخبرك أن إجابتك خاطئة، بل إن إحدى إجاباتك سوف تجعله يسرح بخياله ويضع نفسه مكانك ويومئ برأسه مؤكداً على صدقها مثل أن أرد على من يسألني لماذا...

متى نقول: عادت الحياة إلى غزة حقاً؟
لا يختلف اثنان على حجم الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة على غزة والتي استمرت اكثر من عام وربع العام، وان كنا سنتحدث أو نحصي خسائر غزة في هذه المقتلة وحرب الإبادة البشرية فقد خسرت غزة الآلاف الذين تم إحصاؤهم، أما المفقودون والعالقون تحت الأنقاض والأسرى فأعدادهم لم يتم الوصول إليها، ولذلك فعلينا أن نحص...

«ألف .. باء» بعد الحرب
طالعتنا الصور ومقاطع الفيديو المصورة خلال اليومين الماضيين عن استئناف الدراسة في غزة التي لا تزال تتداعى بعد وقف الموت الفعلي فوق رؤوس سكانها، وانتقالهم إلى أشكال متعددة من الموت البطيء الذي لا تنقله وسائل الإعلام بأمانة، وحيث ان صعوبات الحياة اليومية والكفاح للبدء من الصفر هي حالات من الموت واستنزا...

لا تحفظوا الأرقام
كانت لديّ خطة لم أستطع تنفيذها، وقد كان ذلك قبل الحرب بأيام قليلة، وكأن هناك إحساساً خفياً بداخلي يريد أن يخبرني عن الخطط المؤجلة التي قد تصبح في لحظة ليست ذات جدوى، فقد اكتشفت وبعد ان أصبح لدي هاتف محمول بسنوات تنقلت خلالها من هاتف إلى آخر، والحقيقة أنني منذ اختراع الهواتف المحمولة قد اقتنيت ثلاثة...

مفتاح الدار
وصلت إلى حد البكاء وأنا أتابع مقطعاً مصوراً صغيراً لرب أسرة عاد من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، وكان يقف امام باب شقته الصغيرة الواقعة في بناية سكنية، ويده ترتعد وهي ممسكة بمفتاح الشقة، فيما يبكي بكاء مريراً وهو لا يصدق بالطبع أنه قد عاد وبعد غياب أكثر من سنة، ولا يزال باب بيته قائماً وانه يمكنه ان يد...

الطريق إلى الدار
كتبت في الدقيقة التي سمح للنازحين بعبور حاجز نتساريم والعودة إلى شمال القطاع ومدينة غزة كلمة واحدة وهي: عادوا، فيما كتب الكاتب الساخر حسام أبو النصر كلمة: عبروا، والحقيقة أن كلمة العبور ربما تبدو اكثر عمقا لأن العبور كانت فيه مشقة وقد انتظروا طويلا لأنه بالإضافة لأربعمائة وسبعين يوما هي أيام الحرب ا...